عن موقع كلنا شركاء ـ أحمد الخليل
03/ 01/ 2010
قبيل نهاية 2009 بأيام اكتشفت إدارة إحدى مدارس برزة الابتدائية مجموعة من الطلاب (تتجاوز العشرين طالبا) يمارسون (الشذوذ الجنسي) في تواليتات المدرسة...
كان وراء اكتشاف قصة الأطفال الشاذين أحد التلاميذ (من عائلة متعلمة) حيث لاحظ والديه تغيرا واضطرابا في سلوكه وتصرفاته وميلا للعزلة...فنقل الأب ملاحظاته إلى إدارة المدرسة فوضعت الطفل تحت المراقبة وعندما شكت الإدارة بوضع بعض الطلاب وسلوكهم الغريب قرب الحمامات وخاصة أثناء الفرص وضعت كاميرة مراقبة...وكانت المفاجأة للإدارة ولأهالي بعض الطلاب...فالتلاميذ يمارسون (اللواطة) في حمامات المدرسة وأحد التلاميذ الصغار يجبر على ذلك تحت تهديد تلاميذ أكبر منه...إدارة المدرسة لم يكن أمامها على ما يبدو إلا إجراء واحد استدعاء أهالي ونقل الطلاب الشاذين إلى عدة مدارس وفصل آخرين....أي لم تسع إدارة المدرسة ومديرية التربية إلى إصلاح هؤلاء وتأهيلهم من جديد في مراكز خاصة بل ستنقل بتصرفها هذا المرض إلى مدارس أخرى!! الملفت أن أغلب التلاميذ المذكورين من الحلقة الثانية في مرحلة التعليم الأساسي (خامس وسادس)..
أحد الموجهين الاجتماعيين قال لي: إن نسبة الشذوذ في المدارس هي انعكاس لنسبتها في المجتمع وخاصة في الأحياء الفقيرة، وعزا السبب الرئيسي إلى غياب الأهل وعدم الاهتمام بأبنائهم، واستشهد على ذلك بقصة تلميذ (في المدرسة التي يدرس فيها) حاول ضرب زميل له بالسكين فصادرها المرشد وفصله ثلاثة أيام وطلب منه إحضار والده، عاد التلميذ بعد أيام ولم يحضر والده ولدى سؤال المرشد عن السبب قال التلميذ : والدي في السجن.. ولماذا في السجن يسأل المرشد؟ ضرب شخص بسكين أثناء مشاجرة فدخل السجن (أجاب التلميذ)، لذلك لا يستغرب المرشد تصرف هذا التلميذ (ما دامت البيئة التي يعيش فيها بيئة غير سوية..).
ودرءا لحالات مشابهة يستخدم هذا المرشد أسلوب استخباراتي حيث وضع في كل صف تلميذ أو أكثر كمخبرين لينقلوا له يوميا ما يحدث في الصفوف وماذا يفعل الطلاب...!!
في مدرسة أخرى ضمن منطقة المهاجرين تضرب تلميذة في الصف السادس زميلها بسكين فتشق ثيابه وتجرحه جرحا بسيطا، يمسك بها طالب آخر ويستولي على السكين ويأخذها لمديرة المدرسة وبتهذيب تطلب منها المديرة عدم العودة مرة أخرى إلى هذا السلوك (السيئ) وتعيد إليها السكين، تخرج الطالبة من غرفة المديرة وتهدد الطالب الذي أمسكها واشتكى عليه!!
ومن الأسباب التي تؤدي لخلق مناخ ملائم لهذه السلوكات الازدحام الشديد في المدارس، فمثلا مدرسة صالح مصلى في برزة البلد تضم حاليا (1500) تلميذ،
وفي كل غرفة هناك أكثر من أربعين طالبا كحد أدنى محشرون حشرا في المقاعد،
ورغم هذا العدد الضخم في المدرسة وضيق الباحات خصصت مديرية تربية دمشق جزءا من الباحة لبناء مدرسة إعدادية عليها، مما زاد الطين بلة حيث ضاقت الباحة الرئيسية أكثر مما هي ضيقة أساسا على هذا العدد، والأطرف أن في المدرسة ثلاثة تواليتات فقط كما قال لي أحد المدرسين (ثلاثة تواليتات لألف وخمسمائة طالب)؟!!
والسؤال الذي يطرح نفسه ألا تستطيع وزارة التربية تأمين أراض لبناء مدارس جديدة؟ يجيب أحد الموظفين في وزارة التربية أن تأمين أراضي أمر صعب..، ويأتي بمثال حي تشرين فمالكي الأراضي رفضوا بيع أية قطعة أرض للوزارة من أجل بناء مدارس جديدة في المنطقة... وأسأله كيف تستطيع وزارة الأوقاف تأمين الأراضي لجوامعها ولا تستطيع وزارة التربية تأمينها فأجاب: بعض الناس يعتبرون التبرع بالأرض لبناء الجوامع نوع من العبادة، بينما لا يعتقدون أن المدارس توازي الجوامع أهمية...
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط