حسين ديبان
/
Mar 02, 2006
أول مرة سمعت باسم رجل الأعمال السعودي حسن آل مهدي كانت منذ بضعة أشهر عندما تعهد بتمويل حملة لمقاضاتي ومقاضاة بعض المواقع الإلكترونية بعدما كتبت مقال "الإسلام هو الحل ولكن لمن"، ونشر حينها في الحوار المتمدن وإيلاف قبل أن تقرر إدارة إيلاف سحب المقال وبقية مقالاتي إستجابة للضغوطات التي وجهها نحوها تيار الزعيق والنباح الوهابي السعودي وواحد من جملة أعضائه هذا المدعو برجل الأعمال الذي يبدو أنه قد توهم أنه مع قليل أو كثير من المال الذي يملكه يستطيع أن يشتري البعض وإن لم يكن فإنه يستطيع بتلك الأموال أن يقيم الدعاوي القضائية على الكتاب وأقلامهم والمواقع الحرة التي تنشر لهم؛ وهو بأفكاره هذه، يقدم نموذجاً مشرفاً للغباء الإسلامي، حيث يعتقد أن البلاد كلها هي ديار الله وقوانينها تتماشى وتتوافق مع أفكاره الدينية الكريهة، وأن شريعة إلهه قد سادت العالم وبالتالي من حقه رفع الدعوى التي يريد ضد من يريد في أي مكان يريد بحجة الذَوْدِ عن هذا الدين والدفاع عنه ضد الكفرة والملحدين أمثالنا الذين ينغصون عليه وعلى جماعته أحلامهم الوردية وجنتهم العجائبية، ويظهرون سيئات نبيهم المعصوم وخلفائه الراشدين، ولا أعلم إن كان بقية الخلفاء هم غير راشدين من الذين ساروا على نهجه الكريم الجليل من نكاح للقاصرات وغزو للبلاد وقتل للعباد وسبي للطاهرات العفيفات ونهب للممتلكات.
هذه الأفعال التي ابتكرها الجد الأول وأصبحت لازمة مقدسة من لوازم الأحفاد الى يومنا هذا، ولكن مع تغيّر في المفاهيم والمصطلحات إستدعتها قسوة الظروف وضعف الحال والأحوال ووجود الآدميين من حولهم وبالقرب منهم، من خلال توفر وسائل الإعلام وتسليط أضوائها على ساكني هذه المنطقة المسمّاة بالإسلامية، فنجد كيف تعددت أسماء السبي والنكاح فمنهم من أسماه زواج عرفي، وأخرون أسموه بزواج المسيار، بينما كان البعض الثالث أكثر تطورا وإلماما باللغات فأسموه زواج (فريند) والنتيجة واحدة وهي الوصول الى الفرج الذي يعبدون بأي طريقة وبأي اسم؛ وعليه، فإن الأشاوس الراغبين بالمزيد من الفروج التي تحافظ على بكارتها بعد كل جماع بواسطة قضبان لا تنثني وفي جنة لاتنتهي فإنهم ولانعدام قدرتهم على الغزو والاستشهاد ابتدعوا من وحي إلهامهم الإجرامي طرقاً جديدة للإغارة الفردية على الأعداء الكافرين من الأبرياء الآمنين تضمن الموت لأكبرِ عدد منهم وتضمن الموت قبل ذلك للفاعل ليصبح الطريق الى جنته حيث الفروج قصيرا ومضمونا.
اليوم يعود هذا المدعو ليعلن أنه قد بدأ بتمويل حملة لمقاضاة بعض المواقع مثل الحوار المتمدن وإيلاف ومنتديات دار الندوة وكذلك بعض الكتاب دون أن يسميهم في هذه المرحلة، ولا أعلم حقيقة إن كان يعرف أنَ الجدير بأن يحاكم اليوم هو ذاك الشخص الذي شرع الغزو والقتل والإغتصاب والنهب والسلب بنصوص دموية أطلق عليها إسم آيات قرآنية وسنن نبوية، وأقل مايقال فيها أنها فاشية ونازية تستحق الملاحقة هي ومن ابتكرها ومن بعده كل من آمن بها باستثناء ملايين البسطاء من المسلمين الذين وقعوا ضحايا سياسة تجهيل كبرى صورت لهم بالكذب والتزييف أن هذا الدين هو دين الحق أرسله إله الحق من خلال نبي الحق دون أن يمنحوا أدنى حق لهذه الملايين أن تطلع على مافعله هذا الدين ونبيه من جرائم وموبقات.
قليل من المسلمين يعرفون أن رسولهم قد عقد على الطفلة عائشة وهي في السابعة من عمرها ودخل عليها في التاسعة وكان بين السابعة والتاسعة يفاخذها (يفرك إربه بين فخذيها فركاً "خفيفاً" وبما أنه الرسول فقد قالوا أنه كان قادرا على التحكم بإربه على عكس بقية المسلمين)..!!
قليل من المسلمين يعرفون أن رسولهم قد قتل أسيرا هو النضر بن الحارث بسبب معارضته الشعرية له قبل غزوة بدر وأن ذات الرسول قد أمر بقتل سيدة في بيتها ورضيعها على صدرها وكذلك العديد من الأبرياء غيرها من الرجال والنساء..
المسلمون لا يعرفون عن دينهم وعن نبيهم وأفعاله إلا بعض الأكاذيب التي يتم تداولها مثل قصة اليهودي الذي إعتاد أن يرمي الأوساخ أمام بيت محمد فما أن تخلف عن عادته بضعة أيام حتى عاده محمد في بيته ليطمئن عليه فكان أن أسلم ذاك اليهودي، دون أن يوضحوا لنا أين غابت تلك الرحمة مع أخوة هذا اليهودي وأبناء عمومته من بني قريضة وغيرهم حين أمر ذات النبي بقتل ذكورهم وسبي نسائهم وسرقة أموالهم..
حين تذكر لمسلم بعض هذه الحقائق يسارع الى تكفيرك وهدر دمك وحين تهدأ أعصابه بعد أن تطالبه بالعودة الى ذات الكتب التي يؤمن بها من قرآن وسنة والتأكد من هذه الحقائق يعود ليقول لك بكل سخف إنه رسول ويحق له مالا يحق لغيره. هراء..!!
لو كنت تملك ذرة من الإنسانية كما تدعي يا رجل الأعمال لكنت سخرت نفسك وأموالك لمحاكمة القتلة المجرمين الذين يفتكون كل يوم ببلدك وأبنائه ومنشآته الإقتصادية إذا استعصى عليهم الذهاب الى العراق حيث قتل (الروافض الكافرين) أكثر ثواباً عند إلهكم.
ألا يثير في نفسك يارجل الأعمال شيء من القرف والتقزز تلك الجرائم التي قام ويقوم بها إخوانك في ذات الخرافة من حرق للكنائس والهجوم على المسيحيين واختطاف بناتهم وأسلمتهن إجباريا، أم هو حق شرعي لك ولهم كما نصت على ذلك نصوصكم؟.
إن كان هناك أحد يستحق أن يحاكم اليوم فهو ذاك الذي شرّع وحللَ لكم قتل الغير وإستباحة أعراضه وحرماته وأمواله، وليس مواقع الكترونية صحفية همها كشف الحقيقة وغايتها تنوير الدرب والقضاء على سياسة التجهيل الممنهجة والتاريخية، وكتاب لا يملكون سوى أقلامهم وحاسباتهم وضمائرهم التي يبدو أنكم قد فقدتموها منذ مايربو على ألف وأربعمائة عام.. هذا فيما لو كانت موجودة أصلا.
ملاحظة: كاتب المقال مسلم سني تجاوز عصر الخرافة.
حسين ديبان hdiban69@yahoo.com
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط