تحية إلى أنغولا

لم أكن في يوم من الأيام أتصوّر نفسي أقول بأن على دولة من دول العالم الحر أن تحذو حذو دولةٍ من دول العالم الثالث في أيّ شيء..! لكني اليومَ أقول ذلك بثقة وتصميم ودون أي تردد.

 لقد كنت دائماً أعتقد إنه بإمكان دول العالم الثالث توفير الازدهار والأمن والرفاهية لشعوبها لو اقتدت بدول الغرب في قوانينه المدنية والاقتصادية وغيرها. وهي لو فعلت ذلك لما كان مواطن من مواطنيها بحاجة إلى ترك بلده، لا إلى أمريكا ولا إلى غيرها.  

أما اليوم، فأنا أرفع قبعتي احتراماً لدولة أنغولا وأتمنى حقاً لو يحذو العالم حذوها في قرارها الجديد الذي اتخذته مؤخراً..

**********

 الدين، أيّ دين، هو في الحقيقة منظمة لا تختلف عن أية منظمة أخرى يحق لها العمل وممارسة نشاطها طالما لا يهدد هذا النشاط أمن الدولة ومواطنيها. وحين تشكل إحدى المنظمات، سواء كان بنشاطها أو بتعاليمها، أمنَ الدولة وسلامة مواطنيها، فإن من أوّل واجبات الدولة هو أن تسارع إلى سحب الترخيص منها ومنعها من ممارسة عملها.

 حكومة أنغولا أدركت ما يشكله الإسلام من خطر على أمنها وسلامة مواطنيها، فلم تتلكأ باتخاذ هذا القرار الصائب. أما دول الغرب فقد عانت ولا زالت تعاني الكثير من هذه المنظمة، ومع ذلك فلم تعرف حتى الآن كيف تتعامل معها.  منع الإسلام في أنغولا كما تناقلته الأخبار لا زال غير واضح تماماً، ولكن هناك ما يؤكّد على الأقل بأن المساجد مغلقة وأن الإسلام لا زال بدون ترخيص من الدولة.

 غنيٌّ عن القول بأنّ المشكلة الرئيسية التي تقلق العالم اليوم هي الإرهاب، وأنه إذا تمكن العالم من القضاء عليه فإن الأمن والاستقرار والازهار سيعم كل أرجائه. وعندما يُذكر الإرهاب فإن الإسلامَ يُذكر معه قبل كل شيء، وهذا القول لا ينطبق فقط على البلدان غير الإسلامية، إنما على البلاد الإسلامية قبل غيرها. لكن، وإذا كان لهذه الدول الإسلامية مطلق الحرية في أن تعيش مأساتها مع الإسلام إلى الأبد، فإنّ للدول غير الإسلامية الحق كل الحق في حماية أمنها ومواطنيها من هذا الخطر...! وها هي أنغولا تثبت أنها هي الدولة الرائدة في تطبيق هذا الحق! 

 لعلنا لن نستغرب في يومٍ من الأيام أن نرى المسلمين أنفسهم يلجأون إلى أنغولا هرباً من جحيم الكراهية الدينية التي ما برحت بلادهم تعاني منها منذ تأسيس هذه المنظمة..!

 إنّ ما يدعو للسخرية حقاً هو أن تقوم دول إسلامية باستنكار قرار الحكومة الأنغولية بينما هي نفسها لا تسمح للمسيحيين بمزاولة عبادتهم، أو بينما تقوم بعض هذه الحكومات بشكل مباشر أو غير مباشر باضطهاد المسيحيين أو بغض النظر عن اضطهادهم وقتلهم وحرق كنائسهم.

 تحية إعجاب إلى أنغولا!

============================  

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط