بسام درويش
/
Sep 30, 2001
نقلاً عن بي بي سي أونلاين سبتمبر 2001 :
أجرى فريق من الأطباء الأميركيين مؤخراً أول عملية جراحية عن بعد في تاريخ الطب. وقالت الأنباء أن هؤلاء الأطباء، قد تمكنوا من موقعهم في الولايات المتحدة، من استئصال مرارة من مريضة تبلغ من العمر ثمانية وستين عاما في سترازبورج، شرق فرنسا، وقد تمت العملية بواسطة ذراع آليّ يوجهونه عن بعد في أميركا. ويقول الأطباء في "المعهد الأوروبي للجراحة عن بعد" إنّ العملية تكللت بالنجاح دون أيّة مضاعفات جانبية.
شارك في العملية فريقان تفصلهم مسافة أربعة عشر ألف كيلومتر يربط بينهما جهاز فيديو وخطّ سريع من الألياف البصرية، وبلغ التأخير الزمني بين حركة الجراحين وعودة صورة الفيديو المعروضة على الشاشة أقل من خُمسِ الثانية بينما يقدر الفرق الزمني المقبول في مثل هذه الحالات بثلث الثانية.
ويقول البروفسور جاك ماريسكو الذي قاد الفريق إنّ العملية عبارة عن ثورة في علم الجراحة، وأضاف أنها ترسي الأساس لعولمة الجراحة مما يجعل من الممكن تصور إجراء عمليات جراحية على مريض في أي مكان في العالم. ويتزايد الاهتمام بالجراحة عن بعد في الأوساط الطبية في العالم، ففي يونيو/ حزيران، خضع مرضى في جامعة في العاصمة الإيطالية لعمليات صغرى عن بعد قام بها خبراء في جامعة جون هوبكنز في بالتيمور بالولايات المتحدة، وقد جرى فيها تنظير للبطن لأربعة عشر مريضا بواسطة زرع تلسكوب صغير بأجسادهم، ومن ثم أجريت عمليات جراحية صغيرة لكلى بعض هؤلاء المرضى.
************
لا شك في أنه خبر يبعث الفرح في قلب كل إنسان. إنه يعني بأنّ التنكنولوجيا الحديثة ستتمكن في المستقبل من علاج أيّ إنسانٍ أين كان، في أقاصي الصين أو أفغانستان، أو ماليزيا أو اليمن، دون أن يحتاج للانتظار طويلاً أو إلى تحمّل مشاق السفر وتكاليفه ومخاطره.
لأجل تحقيق هذا الأمل، يجتمع طلاب العلم من كل مكان من عالمنا هذا، في معاهد ومستشفيات الولايات المتحدة الأميركية، يتعلمون ويعملون يداً بيد على ابتكار أعظم الوسائل التقنية لخدمة البشرية جمعاء.
العالم المتحضّر، وعلى رأسه أمريكا، لا يكل ولا يتعب وهو يعمل دائباً على إنتاج أعظم الاختراعات والأدوية لخير الناس جميعاً. لكنْ، وفي الوقت الذي يمد فيه العلماء الأميركيون، والغربيون بشكل عام، ذراعهم الخيّرة لإنقاذ المرضى ومساعدة المعذبين أين كانوا، نرى "علماء" بعض الأمم والدول، يمدون ذراعهم الشريرة إلى كل مكان آمن في العالم لقتل الأبرياء ونشر الخراب.
هنا في الغرب علماء يفكّرون ويعملون، وهناك في أمكنة أخرى من العالم "علماء" يفكّرون ويعملون. كلهم يعملون ويثمرون، لكن، "من ثمارهم تعرفونهم!"
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط