بسام درويش
/
May 13, 2015
أصدر القضاء التركي حكما بسجن طالب لمدة 3 سنوات بعد أن صور نفسه وهو يعذب قطا منزليا حتى الموت في مدينة اسكي شهر غربي تركيا.
ويعتبر هذا الحكم الأول من نوعه الذي يسجن فيه شخص لايذائه حيوانا منزليا.
وكان الطالب مصطفي جان آقصوي قد صور نفسه وهو يقتل القط بطعنه بسكين وضربه على رأسه، حسبما أوردت صحيفة حريت التركية.
وقال الطالب للمحكمة "أعترف بذنبي، وأنا آسف على ما حصل. لم أكن يوما من الذين يقتلون الحيوانات."
ولكن القاضي قرر أنه نظرا لخطورة الحادثة، لا يمكن أن يصدر بحق المتهم حكم مع ايقاف التنفيذ أو ان تفرض عليه غرامة فقط.
وعلق مصطفى جاكي، محامي لجنة العدل للحيوانات في تركيا، على قرار الحكم بالقول إنه يرفع منزلة الحيوانات بعد ان كانت تعامل كأشياء وليس كمخلوقات.
(موقع بي بي سي 7 مايو 2015)
====================
مليون ونصف مليون إنسان أرمني قتلهم الأتراك في مجازر جماعية شنقاً وتجويعاً ورمياً بالرصاص. لم يستثنوا طفلاً ولا عجوزاً ولا جنيناً في بطن أمه في محاولةٍ لإبادة شعبٍ بكامله.
ضمير القضاء التركي لم يتحرك بعد للاعتراف بتلك المجازر وتحمل مسؤوليتها والاعتذار عنها، لكنه يتحرك اليوم لإدانة طالب بجريمة قتل قطة ويحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات واصفاً الجريمة بأنها خطرة جداً!
***********
تركيا لا تريد الاعتراف بالمجازر، ليس فقط لأنها تدرك بأنّ الاعتراف يعني ملايين الملايين من الدولارات التي سيتوجب عليها دفعها كتعويضاتٍ لأبناء الضحايا، إنما لسبب أعظم أهمية وهو إدراكها بأن الاعتراف سيكون سابقة خطيرة لدولة إسلامية حاولت إبادة شعب مسيحي بكليته، والجرائم الإسلامية بحق المسيحيين بدأت مع الإسلام ولا زالت تُرتكب باسمه وبأمره.
لذلك، لم يكن مفاجئاً أن يعلن بوق الكراهية الشيخ يوسف القرضاوي عن تأييده لتركيا وتعاطفه معها موجهاً شتائمه للأرمن بقوله إنهم يضخمون عدد قتلاهم وإنّ أعداداً مماثلة أو أكثر من مواطني الدولة العثملنية تم قتلهم على يد الأرمن؛ مضيفاً إلى ذلك قوله إن دموع الذين يتباكون على دماء الأرمن ما هي إلا دموع التماسيح التي تسيل وهي تأكل فرائسها!
لا أحد يُدان بجريمة ارتكبها أبوه أو جده، سواء كان هذا الأحدُ فرداً أو شعباً، ولو لم يكن الأمر كذلك لوجدنا كل من على هذه الأرض يسعى وراء غيره ثأراً لجريمة ارتكبها أسلافه. لكن، أن تصمم أمةٌ على إنكار ما ارتكبته حكوماتها السابقة من جرائم فكأنها تبرر تلك الجرائم وتقول إنها مستعدة لتكرارها إن تطلّب الأمر.
************
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط