بسام درويش
/
Jul 12, 2007
الرسالة التالية وصلتني من السيد إبراهيم وهبة عن موضوع "ملف الإرهاب الإسلامي"، أنشرها دون تنقيح:
"أخي بسام من المؤكد بأننا من مدرستنا مختلفتان عندما تتحدث عن الارهاب الاسلام فأنت تشمل جميع المسلمين وهذا في رايي يفقد قيمة العلمية في مقالاتك المختلفة و لأنني لا أريد أن أخوض جدلات عقيمة إلا أنني أسمح لنفسي أن أذكرك ببعض الحقائق مليون طفل عراقي قد توفوا نتيجة الحصار والذي كان المفروض على العراق في فترة حكم صدام والذي قد دام لأكثر من عشرة سنوات متوالية هذا الحصار غير مبرر , وأيضا للتذكير عندما كانت قوات التحالف تقصف بغداد في الحرب الأولى أحد الطيارين قد شبه التفجيرات في بغداد ناتج للقصف قوات التحالف بشجرة عيد الميلاد(؟) ولأن القتل يحدث في العراق ليس ضد فئة محددة أو طائفة محددة بل القتلى من كل الطوائف ولأن الامين العام السابق كوفي عنان قد قالها بصريح العبارة بأنه قد يتفهم بأن الشعب العراقي عندما يقول بأن أيام النظام السابق كانت أكثر أمانا للمواطن ( هذا فقط في العراق) الآن إلى الموضوع الاساسي لصق الاسلام بالارهاب فهذا نابع لنقص في المعرفة فأحيلك أن تقرأ للمفكر الشهيد أنطون سعادة بكتابه عن الاسلام لربما في رايي يصحح عندك بعض المفاهيم ولا شك فيه بأنه لايمكن حصر كل الفكر الاسلامي والثقافي بملف ونسميه بالارهاب فقط للتذكير الفكر الشمولي هو فكر إقصائي أجرامي بإختصار فاشي فالاسلام هو تعدد وإحدى أشكليات الفكر الأسلامي المتشدد بأنه شمولي وبهذا أنت أقرب للفكر القاعدة لأنه إقصائي تدميري ولا يخص الاسلام بشيئ فالديانات تحث على المودة والرحمة وجذر الديانات السماوية كلها اليهودية فأنصحك أن تتريث قليلا قبل أن تكيل الاتهامات يسارا ويمينا.
أرجو أن يتم النشر دون حذف وأنا متأكد بأنه سيكون سجالا بيننا"
============
أؤكّد لك يا سيد وهبة إنّ "سجالاً بيننا" لن يحصل، وكيف تتوقع مني أن اقبل بسجال معك وقد حكمتَ عليه مسبقاً بأنه سيكون عقيماً!
مع ذلك، فهاك ردّي على رسالتك، لكن بإيجازٍ، كي لا أضجرك بعقمه.
ـ كان العراق يتلقى معونات طبية ومالية إبّان الحصار وكان صدّام وأولاده يحولونها إلى مصارفهم أو يعمرون بها القصور. لقد كان أطفال العراق يموتون بينما كان صدام وأولاده وحاشيته من الزعران يشربون أفخر أنواع الوسكي ويدخنون أفخر أنواع السيجار. كفاك هراءً وتكراراً لما حشت به المدارس وأجهزة الإعلام العربي دماغك حشواً.
ـ عدد الأبرياء الذين سقطوا ولا زالوا يسقطون اليوم قتلى على أيدي المتناحرين الشيعة والسنة، لا يقارن أبداً بالذين ماتوا بنيران قوات التحالف. إنهاء أعمال القتل اليوم هو بيد العراقيين أنفسهم وليس بيد قوات التحالف. لو رحلت قوات التحالف اليوم من العراق لقضى العراقيون بعضهم على بعض خلال أشهر قليلة.
ـ قولك إنّ الفكر الإسلامي المتشدد لا يخص الإسلام بشيء يؤكّد لي أنا عقْمَ الدخول في أي "سجال" معك، إذ يتضح لي أنك إما جاهلٌ بالإسلام أو منافق. الإسلام هو التطرّف بعينه، والقرآن دستور لدولة عدوانية توسعية وضع تفاصيله رجل مجرم روّع تلك المنطقة من العالم آنذاك ولا زال أتباعه يروّعون العالم حتى اليوم.
أنصحك بقراءة: الإسلام بصريح الكلام.
============
تعليق من قارئ وصلني بعد نشر الرد:
كم وددتُ يا صديقي بسّام لو أشرتَ إلى كتاب أنطون سعادة، وهو كتابٌ سياسيّ لا علاقة له بالنقد الدينيّ لا من قريب ولا من بعيد. ولجهلِ صاحبِ الرسالة ولخلطه بين المعارف تاه بين ما تكتبُه أنتَ ويتلخّص بمجمله في نقد الفكر الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي في الإسلام وعند المسلمين، وبين ما كتبه مؤسس الحزب السوري القومي انطلاقاً من مبادئ سياسيّة بحتة.
==========
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط