بسام درويش / Jun 07, 2009

بثت قناة "الرحمة" الإسلامية تسجيلاً لطفل مسلمٍ وهو يدعو على اليهود بأبشع الدعوات. الشريط مثير لاشمئزاز أيّ إنسان متحضر ليس لما تضمنه من دعوات كريهة ـوهي ليست غريبة على دين المسلمين ـ إنما لما فيها من استغلال واضحٍ بشع حقير لبراءة الطفولة.

يقول الدعاء الذي كرره الطفل:

 

http://www.faithfreedom.org/2009/06/01/a-jewish-child-and-a-muslim-child/

 

"اللهم دمّرِ اليهود تدميرا وحطمهم تحطيما. اللهم ابتلهم بمرض ليس منه شفاء وداء ليس له دواء وانزل عليهم صاعقة من السماء. اللهم ابتلهم بكل بلاء. اللهم أرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل فتجعلهم كعصف مأكول. اللهم، رمّل نساءهم كما رمّلوا نساء المسلمين. اللهم رمّل أطفالهم كما يتموا أطفال المسلمين. اللهم بارك جهود المجاهدين. اللهم اجعل النصر قريباً. آمين آمين والسلام عليكم."

 

وفي نهاية الدعاء يقول أحد الشيخين، أو بالأحرى أحد المسخين اللذين كانا معه يديران اللقاء:

"ما شاء الله ما شاء الله.. بسم الله ما شاء الله. عن قصدٍ وعن عمد تعمدت ان يُختم اللقاء بدعوتين طيبتين... وزي مانتو شايفين... الولد حافظ... لكن مسألة الفهم ستأتي إن شاء الله... ستأتي إن شاء الله..."

 

كان الطفل البريء يردد هذا الدعاء الرهيب بينما كانت نظرات المسخين الملتحيين تتابعه بإعجاب. لكن، مما لا شكّ فيه هو أن الإعجاب لم يقتصر على هذين المسخين إذ لا بدّ وأنّ مئات الألوف من المسلمين كانوا أيضاً يكررون عبارات "ماشاء الله ما شاء الله" وهم يشاهدون عملية الاستغلال الدنيئة هذه للطفولة البريئة.  

 

إنّي أصفُ الطفل بالبريء وأصرُّ على إطلاق هذه الصفة عليه على الرغم من بشاعة العبارات التي خرجت من  فمه. أصرّ على ذلك لأنني لستُ أرى فيه إلا ضحيّةً وإنساناً مسكوناً بروحٍ شريرة تدفع لسانه إلى النطق بكلمات لا يفقه معناها؛ طفلاً مسكوناً بروح التعاليم الشريرة التي ترسخت في أدمغة ذويه الصغيرة والذين يقومون هم بدورهم بعد ذلك بالعمل على ترسيخها في عقله.

**************

 

 

هذا الدعاء الذي كرره الطفل لم يكن بالجديد عليّ. لقد كنت أسمعه يتردد عبر مكبرات الصوت من مآذن المساجد، ولم يكن يُقصد منه اليهود فقط إنما كل الكفار ومن ضمنهم المسيحيون. كنت أسمعه فيسري الرعب في قلبي ثم ليتحوّل الرعب إلى كراهية لهذا الشعب الذي يحيط بي يريد أن يراني يتيماً وأن يرى أمي أرملة وأن يرى أخوتي مشردين. كان قلبي يزداد كراهية وأنا أرى هؤلاء الناس يتابعون أمي بنظراتهم الحاقدة عندما كانت تخرج للتسوق فيشتمونها لا لشيء إلا لأنها كانت تزيّن صدرها بالصليب. كان قلبي يمتلئ كراهية لهم وأنا أذهب مع والدي صباح كل سبت، لأساعده في فتح محله التجاري في المنطقة الصناعية في دمشق والذي كان يقع تماماً تحت مسجد صغير يُشغِلُ الطابق الثاني من البناية. لقد كنا نقوم صباح كل سبت بإزالة البراز البشري وغسل الأقفال من البول الذي كان يتركه لنا المصلون عربون علاقة طيبة وتسامح ديني بعد صلاة كل جمعة.

 

كبرتُ في هذه البيئة المقيتة لكنّ كراهيتي لهؤلاء لم تكبر معي. لا بل تبخرت كراهيتي لهم ولما كانوا يفعلون وذلك بعد أن بدأت بقراءة كتبهم والاطلاع على تعاليمهم. لقد بدأت أشفق عليهم لأني وجدتهم هم أنفسهم ضحية لتعاليمهم كما كنت أنا وأبي وامي وغيري من غير المسلمين ضحية لتلك التعاليم نفسها... لكن من خلالهم كأدواتٍ لها.

****************

يعترف المسخ الملتحي وهو يسبّح الله تكراراً بأن ما نطق به لسان هذا الطفل لم يكن إلا تلقيناً!

يقول المسخ إن "الولد حافظ... لكن مسألة الفهم ستأتي إن شاء الله...!"

بئسَ أمّة ترى ترسيخ الكراهية في قلوب أبنائها فهماً وعلماً. بئس هذه التنشئة وهذه التربية... وبئس تعاليم كهذه التعاليم.

****************

عادت بي ذاكرتي وانا أسمع اليوم هذه العبارات تخرج من فم هذا الطفل الضحيّة إلى سنتين قضيتهما وأنا في عمر هذا الطفل نفسه تقريباً في مدرسة داخلية مسيحية. تذكّرتُ بضعَ كلماتٍ من ترتيلة باللغة الفرنيسة كنا نغنيها خلال نزهاتنا الكشفية في البراري القريبة من المدرسة. أعترف بأنني نسيت جزءاً كبيراً منها، لكن، وبفضل الانترنت التي أنعمت بها أميركا على العالم كله بما في ذلك العالم الإسلامي الذي لم يعرف كيف يستغلها إلا لنشر الكراهية والإرهاب، استطعت أن أعثر على كلماتها كاملة. تقول الترتيلة: 
 

 

Avant d'aller dormir, sous les étoiles
Doux Maître, humblement à genoux
Tes fils T'ouvrent leur coeur sans voiles
Si nous avons péchés pardonne-nous

Eloigne de ce camp le mal qui passe
Cherchant, dans la nuit, son butin
Sans toi, de toutes ses menaces
Qui nous protégera, Berger divin

Protège aussi Seigneur, ceux qui nous aiment,
Partout garde-les du péril
Pitié pour les méchants eux-mêmes
Et paix à tous nos morts

Ainsi soit-il
 

===========

أي وبالعربية:

يا أيها المعلم الصالح، قبل أن نخلد إلى النوم تحت نجوم السماء؛ نركع أمامك بكل خضوع، نحن أولادك الصغار، فاتحين قلوبنا دون أي حاجز بيننا وبينك، طالبين منك أن تسامحنا إنْ كنا قد ارتكبنا أية خطيئة.

لا تسمح لأيّ شرير يبحث عن فريسةٍ له أن يمرّ بمخيّمنا هذا. بدونك أيها الراعي الصالح، ليس هناك من يمكن أن يحمينا من كل المخاطر التي تحيق بنا.

نرجوك يا سيدنا أن تحمي كل الناس الذين نحبهم وأن تحفظهم من المخاطر حيث كانوا. ونرجوك أيضاً الرأفة بالشريرين أنفسهم، وأن تجعل موتانا يرقدون في سلام. آمين.   

==========

عدت للتأمّل بكلمات هذه الترتيلة التي تعلمتها كطفلٍ في صغري ـ والتي تبين لي فيما بعد أنها نشيد يردده صغار الكشّافة في فرانسا ـ وتوقفت عند عبارة "ونرجوك الرأفة بالشريرين أنفسهم."  قارنت بين ما يعلمه المسيحيون لأولادهم وما يزرعه المسلمون في عقول صغارهم. قارنت بين كلمة "آمين" في نهاية هذه الترتيلة التي يرتلها الكشافة المسيحيون الغربيون، وبين "آمين" المسلمين" وهم يلعنون كل بني البشر ويتمنون لهم الترمل والتيتم والتشرد والمرض.

 

تذكّرت أيضاً سؤالاً طرحته مقدمة برنامج تلفزيوني على مجموعة مكونة من عشرة تلاميذ أمريكيين صغار بعد مجزرة الحادي عشر من أيلول التي نفذها مسلمون: "من منكم يتمنى أن يرى أميركا تذهب إلى الحرب ضد الإرهابيين؟"    

كان الجواب هو الصمت. فعادت المذيعة وطرحت السؤال بصيغة مختلفة قائلة: "من منكم لا يريد أن يرى أميركا تذهب إلى الحرب ضد الإرهابيين؟.." عشرة تلاميذ من أصل عشرة رفعوا أيديهم يعلنون بأنهم لا يريدون الحرب. على أثر ذلك، أخذت المذيعة تسأل بعضهم عن السبب وراء معارضتهم للحرب.

أجمع التلاميذ كلهم على خشيتهم من وقوع ضحايا أبرياء لا علاقة لهم بالمجرمين رغم أن هؤلاء المجرمين استهدفوا الأبرياء فقط. قال عدد من التلاميذ أنهم لا يريدون أن يروا أطفالاً يموتون أو يُحرمون من آبائهم وأمهاتهم. وقال أكثر من واحد أن أميركا يجب أن تبحث عن الذين يخططون للإرهاب وتجلبهم للعدالة. وقالت طفلة، "إذا تسببنا في قتل أبرياء فإننا نفعل مثلهم!.."

هؤلاء الأطفال، رغم ما في إجاباتهم من تعبير عن براءة وإحساس مرهف، فإنهم ولا شكّ مرآة تعكس صورة أمهات وأباء في البيوت ومعلمين في المدارس يعملون كلهم يداً بيد على تنشئة جيل ينظر إلى العالم وإلى شعوبه كلها بعين المحبة. تربية تعبّر عن عظمة هذا الشعب وأصالة حضارته.

*************

الأمر الذي يبعث على الضحك حقاً هو أن القناة التي بثت هذا البرنامج وتبث من أمثاله الكثير، تحمل اسم "قناة الرحمة!"

 

إنها الرحمة عينها التي عُرفَ بها محمد مؤسس الإسلام حين بعث باحد أفراد عصابته لاغتيال المرأة المرضعة عصماء بنت مروان لا لشيء إلا لأنها انتقدته بقصيدة صغيرة. هي الرحمة التي عُرف بها محمد حين أمر باغتيال كعب بن الأشرف على يد أخٍ له في الرضاعة. وهي الرحمة التي اشتهر بها "رسول الرحمة" حين بعث زيد بن حارثة ليقتل امرأةً عجوزاً قيل أنها ذمّته، فانطلق إليها زيد وقبض عليها وربط كل ساق من ساقيها بحصان وأطلقهما ليمزقا جسدها إلى نصفين. (راجعوا الحاشية للإطلاع على المزيد من أعمال الرحمة التي عُرف بها هذا "الرسول.")

**************

 

 

 

************

مراجع

 

محمد يقطع الأيادي والأرجل ويسمر الأعين بمسامير ويحرق الناس
ـ عن ‏ ‏أنس ‏قال ‏قدم على النبي ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏نفر من‏ ‏عكل‏ ‏فأسلموا ‏فاجتووا‏ ‏المدينة‏ ‏فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا فصحوا فارتدوا وقتلوا رعاتها واستاقوا الإبل فبعث في آثارهم فأتي بهم ‏ ‏فقطع أيديهم وأرجلهم ‏وسمل‏ ‏أعينهم ثم لم يحسمهم حتى ماتوا.
(صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب المحاربين من أهل الكفر و الردة)

 

ـ عن ‏أنس ‏‏أن ناسا كان بهم سقم قالوا يا رسول الله آونا وأطعمنا فلما صحوا قالوا إن ‏المدينة‏ ‏وخمة‏ ‏فأنزلهم‏ ‏الحرة‏ ‏في‏ ‏ذود‏ ‏له فقال ‏ ‏اشربوا ألبانها فلما صحوا قتلوا‏ ‏راعي‏ ‏النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏واستاقوا ذوده فبعث في آثارهم فقطع أيديهم وأرجلهم‏ ‏وسمر ‏ ‏أعينهم فرأيت الرجل منهم ‏ ‏يكدم ‏ ‏الأرض بلسانه حتى يموت

صحيح البخاري .. كتاب الطب .. باب الدواء بألبان الإبل

(كان يمكن لـ"نبي الرحمة" كما يسمونه أن يقتلهم كما قتلوا الراعي لكنه قام بتعذيبهم حتى الموت!(

 

ـ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي تِحْيَى، قَالَ لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجِمٍ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الضَّرْبَةَ قَالَ عَلِيٌّ افْعَلُوا بِهِ كَمَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَفْعَلَ بِرَجُلٍ أَرَادَ قَتْلَهُ فَقَالَ اقْتُلُوهُ ثُمَّ حَرِّقُوهُ‏.‏ (مسند أحمد)

ـ محمد يشرّع الاغتيال

محمد يرسل أتباعه لاغتيال أبي رافع بن أبي الحقيق (وهو نائم(
‏حدثني‏ ‏عبد الله بن محمد ‏‏حدثنا ‏يحيى بن آدم ‏ ‏حدثنا ‏يحيى بن أبي زائدة ‏عن‏ ‏أبيه ‏عن ‏ ‏أبي إسحاق ‏عن ‏البراء بن عازب ‏رضي الله عنهما ‏قال ‏بعث رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏رهطا من‏ ‏الأنصار‏ ‏إلى ‏أبي رافع ‏ ‏فدخل عليه ‏عبد الله بن عتيك ‏ ‏بيته ليلا فقتله وهو نائم. حدثنا‏ ‏علي بن مسلم ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏قال حدثني‏ ‏أبي‏ ‏عن‏ ‏أبي إسحاق ‏عن‏ ‏البراء بن عازب‏ ‏رضي الله عنهما ‏قال ‏بعث رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏رهطا من ‏‏الأنصار‏ ‏إلى‏ ‏أبي رافع ‏ ‏ليقتلوه فانطلق ‏رجل‏ ‏منهم فدخل حصنهم قال فدخلت في مربط دواب لهم قال وأغلقوا باب الحصن ثم إنهم فقدوا حمارا لهم فخرجوا يطلبونه فخرجت فيمن خرج أريهم أنني أطلبه معهم فوجدوا الحمار فدخلوا ودخلت وأغلقوا باب الحصن ليلا فوضعوا المفاتيح في ‏ ‏كوة ‏‏حيث أراها فلما ناموا أخذت المفاتيح ففتحت باب الحصن ثم دخلت عليه فقلت يا ‏أبا رافع‏ ‏فأجابني فتعمدت الصوت فضربته فصاح فخرجت ثم جئت ثم رجعت كأني مغيث فقلت يا‏ ‏أبا رافع‏ ‏وغيرت صوتي فقال ما لك لأمك الويل قلت ما شأنك قال لا أدري من دخل علي فضربني قال فوضعت سيفي في بطنه ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم ثم خرجت وأنا دهش فأتيت سلما لهم لأنزل منه فوقعت ‏ ‏فوثئت ‏ ‏رجلي فخرجت إلى أصحابي فقلت ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية فما برحت حتى سمعت نعايا‏ ‏أبي رافع ‏تاجر ‏أهل الحجاز ‏‏قال فقمت وما بي قلبة حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبرناه.

(صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب قتل المشرك النائم)

 

ـ عن ‏‏أبي إسحاق ‏‏عن‏ ‏البراء بن عازب ‏رضي الله عنهما‏ ‏قال ‏بعث رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏رهطا إلى ‏ ‏أبي رافع‏ ‏فدخل عليه‏ ‏عبد الله بن عتيك‏ ‏بيته ليلا وهو نائم فقتله.
(صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي حقيق)
 

وورد ذلك في الطبقات الكبرى لابن سعد، باب سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع

ـ ...قالوا كان أبو رافع بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب وجعل لهم الحفل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث رسول الله عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبا قتادة والأسود بن خزاعي ومسعود بن سنان وأمرهم بقتله فذهبوا إلى خيبر فكمنوا فلما هدأت الرجل جاؤوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية فاستفتح وقال جئت أبا رافع بهدية ففتحت له امرأته فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح فأشاروا إليها بالسيف فسكتت فدخلوا عليه فما عرفوه إلا ببياضه كأنه قبطية فعلوه بأسيافهم قال بن أنيس وكنت رجلا أعشى لا أبصر فأتكيء بسيفي على بطنه حتى سمعت خشة في الفراش وعرفت أنه قد قضى وجعل القوم يضربونه جميعا ثم نزلوا وصاحت امرأته فتصايح أهل الدار واختبأ القوم في بعض مناهر خيبر وخرج الحارث أبو زينب في ثلاثة آلاف في آثارهم يطلبونهم بالنيران فلم يروهم فرجعوا ومكث القوم يومين حتى سكن الطلب ثم خرجوا مقبلين إلى المدينة كلهم يدعي قتله فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أفلحت الوجوه فقالوا أفلح وجهك يا رسول الله وأخبروه خبرهم فأخذ أسيافهم فنظر إليها فإذا أثر الطعام في ذباب سيف عبد الله بن أنيس فقال هذا قتله سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم‏.
 

يأمر بحرق بيت بمن فيه من الناس

"بلغ محمداً أن ناساً من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودي، وكان بيته عند جاسوم، يثبِّطون الناس عن محمد في غزوة تبوك (أي يشجعونهم على عدم المشاركة في الغزو) فبعث إليهم طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه وأمره أن يحرق عليهم بيت سويلم (أي أن يحرق البيت بمن فيه من المجتمعين) ففعل طلحة، فاقتحم الضحاك بن خليفة من ظهر البيت (أي هرب عن طريق السطح) فانكسرت رجله واقتحم أصحابه فأفلتوا. (ابن كثير 4: ص 5)

 

يأمر باغتيال أم مرضعة في بيتها

كتبت امرأة اسمها عصماء بنت مروان بضعة أبيات شعر تنتقد فيها محمداً فسمع محمد بها فقال لمن حوله: من لي بها؟ وكان هناك رجل أعمى يعرفها اسمه عمير بن عدي الخطمي فتطوّع لمهمة قتلها فذهب إليها "ودخل بيتها ووجدها وحولها نفر من ولدها نيام، منهم من ترضعه في صدرها، فحسها بيده، فوجد الصبي ترضعه، فنجاه عنها، ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها، ثم خرج حتى صلى الصبح مع محمد فلما انتهى محمد من الصلاة نظر إلى عمير وقال: أقتلت بنت مروان؟ قال: نعم، بأبي أنت يا رسول الله، وخشي عمير أن يكون أفتات على محمد بقتلها، فقال: هل علي في ذلك شيء يا رسول الله؟ قال: لا ينتطح فيها عنزان!. ثم التفت محمد إلى من حوله وقال: إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله و رسوله بالغيب فانظروا إلى عمير بن عدي.. فقال عمر بن الخطاب: انظروا إلى هذا الأعمى الذي تسرى في طاعة الله، فقال محمد: لا تقل الأعمى، ولكنه البصير!

 

وهذه هي أبيات الشعر التي قالتها عصماء فجلبت عليها غضب محمد:

"باست بني مالك والنبـيت             وعوف وباست بني الخزرج

أطعتم أتاويَّ من غيركـم               فلا من مراد ولا مـذحـج

ترجونه بعد قتل الرءوس               كما يرتجي مرق المنضـج

ألا أنف يبتـغـي غـرة                  فيقطع من أمل المرتجـي"

 

وهذه هي الأبيات التي رد عليها بها شاعر محمد حسان بن ثابت، والتي لم تشفِ غليل محمد منها، فأمر باغتيالها:

"بنو وائل وبنـو واقـف                وخطمة دون بني الخـزرج

متى ما دعت سفها ويحها           بعولتها والمـنـايا تـجـي

فهزت فتى ماجدا عرقه               كريم المداخل والمـخـرج

فضرجها من نجيع الدماء            بعد الهـدو فـلـم يحـرج"

(السيرة النبوية لابن هشام)

 

ـ كانت عصماء عند يزيد ابن زيد بن حصن الخطمي، وكانت تعيب الإسلام وتؤذي النبي وتحرض عليه وتقول الشعر، فجاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها، وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها، فجسها بيده، وكان ضرير البصر، ونحى الصبي عنها ووضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها، ثم صلى الصبح مع النبي، صلى الله عليه وسلم، بالمدينة فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أقتلت ابنة مروان؟ قال: نعم، فهل علي في ذلك من شيء؟ فقال له: لا ينتطح فيها عنزان! فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسماه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عميراً البصير. (غزوات الرسول وسراياه لابن سعد)

 

ـ "حدثني عبد الله بن الحارث، عن أبيه، أن عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، كانت تحت يزيد بن زيد بن حصن الخطمي، وكانت تؤذي النبي صلى الله عليه وسلّم، وتعيب الإسام، وتحرض على النبي صلى الله عليه وسلّم، وقالت شعراً:

فباست بني مالكٍ والنـبـيت    وعوفٍ وباست بني الخزرج

أطعتم أتاوى مـن غـيركـم     فلا من مرادٍ ولا مـذحـج

ترجونه بعد قتـل الـرءوس     كما يرتجي مرق المنضـج

 

قال عمير بن عدي بن خرشة بن أمية الخطمي حين بلغه قولها وتحريضها: اللهم، إن لك علي نذراً لئن رددت رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة لأقتلنها ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يومئذٍ ببدر فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم من بدر جاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها في بيتها، وحولها نفرٌ من ولدها نيامٌ، منهم من ترضعه في صدرهان فجسها بيده، فوجد الصبي ترضعه فنحاه عنها، ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهراها، ثم خرج حتى صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة. فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلّم نظر إلى عمير فقال: أقتلت بنت مروان؟ قال: نعم بأبي أنت يا رسول الله. وخشي عمير أن يكون افتات على النبي صلى الله عليه وسلّم بقتلها فقال: هل علي في ذلك شيء يا رسول الله؟ قال له: لا ينتطح فيها عنزان، فإن أول ما سمعت هذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلّم بقتلها فقال: هل علي في ذلك شيء يا رسول الله؟ قال: لا ينتطح فيها عنزان، فإن أول ما سمعت هذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلّم. قال عمير: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلّم إلى من حوله فقال: إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجلٍ نصر الله ورسوله بالغيب، فانظروا إلى هذا الأعمى الذي تشدد في طاعة الله. فقال: لا تقل الأعمى، ولكنه البصير!" (المغازي للواقدي)

 

محمد يأمر باغتيال كعب بن الأشرف

حدثنا ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏سفيان ‏قال ‏عمرو‏ ‏سمعت ‏جابر بن عبد الله ‏رضي الله عنهما‏ ‏يقول ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏من ‏لكعب بن الأشرف‏ ‏فإنه قد آذى الله ورسوله فقام ‏ ‏محمد بن مسلمة ‏فقال يا رسول الله أتحب أن أقتله قال نعم قال فأذن لي أن أقول شيئا قال قل فأتاه‏ ‏محمد بن مسلمة ‏فقال إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنانا وإني قد أتيتك أستسلفك قال وأيضا والله ‏ ‏لتملنه ‏ ‏قال إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين ‏وحدثنا ‏‏عمرو‏ ‏غير مرة فلم يذكر‏ ‏وسقا‏ ‏أو‏ ‏وسقين‏ ‏أو فقلت له فيه‏ ‏وسقا‏ ‏أو‏ ‏وسقين‏ ‏فقال أرى فيه‏ ‏وسقا ‏أو ‏‏وسقين ‏ ‏فقال نعم ارهنوني قالوا أي شيء تريد قال ارهنوني نساءكم قالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل ‏ ‏العرب ‏ ‏قال فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن‏ ‏بوسق‏ ‏أو‏ ‏وسقين‏ ‏هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللأمة ‏ ‏قال‏ ‏سفيان‏ ‏يعني السلاح‏ ‏فواعده أن يأتيه فجاءه ليلا ومعه‏ ‏أبو نائلة‏ ‏وهو أخو‏ ‏كعب ‏ ‏من الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة فقال إنما هو ‏محمد بن مسلمة‏ ‏وأخي‏ ‏أبو نائلة‏ ‏وقال غير‏ ‏عمرو‏ ‏قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم قال إنما هو أخي‏ ‏محمد بن مسلمة‏ ‏ورضيعي‏ ‏أبو نائلة‏ ‏إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب قال ويدخل‏ ‏محمد بن مسلمة‏ ‏معه رجلين ‏ ‏قيل ‏ ‏لسفيان‏ ‏سماهم‏ ‏عمرو‏ ‏قال سمى بعضهم قال‏ ‏عمرو‏ ‏جاء معه برجلين وقال غير‏ ‏عمرو‏ ‏أبو عبس بن جبر‏ ‏والحارث بن أوس‏ ‏وعباد بن بشر‏ ‏قال‏ ‏عمرو ‏جاء معه برجلين فقال إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه وقال مرة ثم أشمكم فنزل إليهم ‏ ‏متوشحا‏ ‏وهو ينفح منه ريح الطيب فقال ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب وقال غير‏ ‏عمرو ‏ ‏قال عندي أعطر نساء‏ ‏العرب ‏وأكمل‏ ‏العرب ‏ ‏قال ‏ ‏عمرو ‏ ‏فقال أتأذن لي أن أشم رأسك قال نعم فشمه ثم أشم أصحابه ثم قال أتأذن لي قال نعم فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه ثم أتوا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبروه.

(صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب قتل كعب بن الأشرف)

 

ذكر قتل كعب بن الاشرف اليهودي كما ورد في كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير

 

وفي هذه السنة قتل كعب بن الاشرف وهو احد بني نبهان من طيء وكانت امه من بني النضير وكان قد كبر عليه قتل من قتل ببدر من قريش فسار الى مكة وحرض على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبكى اصحاب بدر وكان يشبب بنساء المسلمين حتى اذاهم فلما عاد الى المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من لي من ابن الاشرف فقال محمد بن مسلمة الانصاري‏:‏ انا لك به انا اقتله‏.‏

قال‏:‏ فافعل ان قدرت على ذلك‏.‏

قال‏:‏ يا رسول الله لا فاجتمع محمد بن مسلمة وسلكان بن سلامة بن وقش وهو ابو نائلة والحارث بن اوس بن معاذ وكان اخا كعب من الرضاعة وعباد بن بشر وابو عبس بن جبر ثم قدموا الى ابن الاشرف ابا نائلة فتحدث معه ثم قال له‏:‏ يا ابن الاشرف اني قد جئتك لحاجة فاكتمها عي‏.‏

قال‏:‏ افعل‏.‏

قال‏:‏ كان قدوم هذا الرجل شؤمًا على العرب قطع عنا السبل حتى ضاعت العيال وجهدت البهائم‏.‏

فقال كعب‏:‏ قد كنت اخبرتك بهذا‏.‏

قال ابو نائلة‏:‏ واريد ان تبيعنا طعامًا ونرهنك ونوثق لك وتحسن في ذلك‏.‏

قال‏:‏ ترهنونني ابنائكم قال‏:‏ اردت ان تفضحنا ان معي اصحابي على مثل رايي تبيعهم وتحسن ونجعل عندك رهنًا من الحلقة ما فيه وفاء واراد ابو نائلة بذكر الحلقة وهي السلاح ان لا ينكر السلاح اذا جاء مع اصحابه‏.‏

فقال‏:‏ ان في الحلقة لوفاء‏.‏

فرجع ابو نائلة الى اصحابه فاخبرهم فاخذوا السلاح وساروا اليه وشيعهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الى بقيع الغرقد ودعا لهم‏.‏

فلما انتهوا الى حصن كعب هتف به ابو نائلة وكان كعب قريب عهدٍ بعرس فوثب اليه وتحدثوا ساعةً وسار معهم الى شعب العجوز‏.‏

ثم ان ابا نائلة اخذ براس كعب وشم بيده وقال‏:‏ ما رايت كالليلة طيبًا اعرف قط‏.‏

ثم مشى ساعة وعاد لمثلها حتى اطمان كعب ثم مشى ساعة واخذ بفود راسه ثم قال‏:‏ اضربوا عدو الله‏!‏ فاختلفت عليه اسيافهم فلم تغن شيئًا‏.‏

قال محمد بن مسلمة‏:‏ فذكرت مغولاً في سيفي فاخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن الا اوقدت عليه نار قال‏:‏ فوضعته في ثندوئته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته ووقع عدو الله‏.‏

وقد اصيب الحارث بن اوس بن معاذ اصابه بعض اسيافنا قال‏:‏ فخرجنا على بعاث وقد ابطا علينا صاحبنا فوقفنا له ساعة وقد نزفه الدم ثم اتانا فاحتلمناه وجئنا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاخبرناه بقتل عدو الله وتفل على جرح صاحبنا وعدنا الى اهلينا فاصبحنا وقد خافت يهود ليس بها يهودي الا وهو يخاف على نفسه‏.‏

قال‏:‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه‏.‏

فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة اليهودي وهو من تجار يهود فقتله وكان يبايعهم فقال لهم اخوه حويصة وهو مشرك‏:‏ يا عدو الله قتلته‏!‏ اما والله لرب شحمٍ في بطنك من ماله‏!‏ وضربه فقال محيصة‏:‏ لقد امرني بقتله من لو امرني بقتلك لقتلتك‏.‏

قال‏:‏ فوالله ان كان لاول اسلام حويصة‏.‏

فقال‏:‏ ان دينًا بلغ بك ما ارى لعجب‏.‏

ثم اسلم‏.

============================== ‏

اغتيال كعب كما جاء في "الطبقات الكبرى" لابن سعد

غزوة السويق

ثم غزوة النبي صلى الله عليه وسلم التي تدعى غزوة السويق خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاحد لخمس خلون من ذي الحجة على راس اثنين وعشرين شهرا من مهاجره واستخلف على المدينة ابا لبابة بن عبد المنذر العمري وذلك ان ابا سفيان بن حرب لما رجع المشركون من بدر الى مكة حرم الدهن حتى يثئر من محمد واصحابه فخرج في مائتي راكب في حديث الزهري وفي حديث بن كعب في اربعين راكبا فسلكوا النجدية فجاؤوا بني النضير ليلا فطرقوا حيي بن اخطب ليستخبروه من اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فابى ان يفتح لهم وطرقوا سلام بن مشكم ففتح لهم وقراهم وسقاهم خمرا واخبرهم من اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان بالسحر خرج ابو سفيان بن حرب فمر بالعريض وبينه وبين المدينة نحو من ثلاثة اميال فقتل به رجلا من الانصار واجيرا له وحرق ابياتا هناك وتبنا وراى ان يمينه قد حلت ثم ولى هاربا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فندب اصحابه وخرج في مائتي رجل من المهاجرين والانصار في اثرهم يطلبهم وجعل ابو سفيان واصحابه يتخففون فيلقون جرب السويق وهي عامة ازوادهم فجعل المسلمون ياخذونها فسميت غزوة السويق ولم يلحقوهم وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وكان غاب خمسة ايام ويقال قرارة الكدر ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قرقرة الكدر ويقال قرارة الكدر للنصف من المحرم على راس ثلاثة وعشرين شهرا من مهاجره وهي بناحية معدن بني سليم قريب من الارحضية وراء سد معونة وبين المعدن وبين المدينة ثمانية برد وكان الذي حمل لواءه صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب واستخلف على المدينة عبد الله بن ام مكتوم فكان بلغه ان بهذا الموضع جمعا من سليم وغطفان فسار اليهم فلم يجد في المجال احدا وارسل نفرا من اصحابه في اعلى الوادي واستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بطن الوادي فوجد رعاء فيهم غلام يقال له يسار فساله عن الناس فقال لا علم لي بهم انما اورد لخمس وهذا يوم ربعي والناس قد ارتفعوا الى المياه ونحن عزاب في النعم فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ظفر بالنعم فانحدر به الى المدينة فاقتسموا غنائمهم بصرار على ثلاثة اميال من المدينة وكانت النعم خمسمائة بعير فاخرج خمسه وقسم اربعة اخماس على المسلمين فاصاب كل رجل منهم بعيران وكانوا مائتي رجل وصار يسار في سهم النبي صلى الله عليه وسلم فاعتقه وذلك انه راه يصلي وغاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة سرية قتل كعب بن الاشرف‏:‏ ثم سرية قتل كعب بن الاشرف اليهودي وذلك لاربع عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول على راس خمسة وعشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سبب قتله انه كان رجلا شاعرا يهجو النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ويحرض عليهم ويؤذيهم فلما كانت وقعة بدر كبت وذل وقال بطن الارض خير من ظهرها اليوم فخرج حتى قدم مكة فبكى قتلى قريش وحرضهم بالشعر ثم قدم المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اكفني بن الاشرف بما شئت في اعلانه الشر وقوله الاشعار وقال ايضا من لي بابن الاشرف فقد اذاني فقال محمد بن مسلمة انا به يا رسول الله وانا اقتله فقال افعل وشاور سعد بن معاذ في امره واجتمع محمد بن مسلمة ونفر من الاوس منهم عباد بن بشر وابو نائلة سلكان بن سلامة والحارث بن اوس بن معاذ وابو عبس بن جبر فقالوا يا رسول الله نحن نقتله فاذن لنا فلنقل فقال قولوا وكان ابو نائلة اخا كعب بن الاشرف من الرضاعة فخرج اليه فانكره كعب وذعر منه فقال انا ابو نائلة انما جئت اخبرك ان قدوم هذا الرجل كان علينا من البلاء حاربتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة ونحن نريد التنحي منه ومعي رجال من قومي على مثل رايي وقد اردت ان اتيك بهم فنبتاع منك طعاما وتمرا ونرهنك ما يكون لك فيه ثقة فسكن الى قوله وقال جيء بهم متى شئت فخرج من عنده على ميعاد فاتى اصحابه فاخبرهم فاجمعوا امرهم على ان ياتوه اذا امسى ثم اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروه فمشى معهم حتى اتى البقيع ثم وجههم وقال امضوا على بركة الله وعونه قال وفي ليلة مقمرة فمضوا حتى انتهوا الى حصنه فهتف له ابو نائلة فوثب فاخذت امراته بملحفته وقالت اين تذهب انك رجل محارب وكان حديث عهد بعرس قال ميعاد علي وانما هو اخي ابو نائلة وضرب بيده الملحفة وقال لو دعي الفتى لطعنة اجاب ثم نزل اليهم فحادثوه ساعة حتى انبسط اليهم وانس بهم ثم ادخل ابو نائلة يده في شعره واخذ بقرون راسه وقال لاصحابه اقتلوا عدو الله فضربوه باسيافهم فالتفت عليه فلم تغن شيئا ورد بعضها بعضا ولصق بابي نائلة قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولا كان في سيفي فانتزعته فوضعته في سرته ثم تحاملت عليه فقططته حتى انتهى الى عانته فصاح عدو الله صيحة ما بقي اطم من اطام يهود الا اوقدت عليه نار ثم حزوا راسه وحملوه معهم فلما بلغوا بقيع الغرقد كبروا وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة يصلي فلما سمع تكبيرهم كبر وعرف ان قد قتلوه ثم انتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال افلحت الوجوه قالوا ووجهك يا رسول الله ورموا براسه بين يديه فحمد الله على قتله فلما اصبح قال من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فخافت اليهود فلم يطلع منهم احد ولم ينطقوا وخافوا ان يبيتوا كما بيت بن الاشرف اخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر بن راشد عن الزهري في قوله تعالى ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا قال هو كعب بن الاشرف وكان يحرض المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه يعني في شعره يهجو النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فانطلق اليه خمسة نفر من الانصار فيهم محمد بن مسلمة ورجل اخر يقال له ابو عبس فاتوه وهو في مجلس قومه بالعوالي فلما راهم ذعر منهم وانكر شانهم قالوا جئناك في حاجة قال فليدن الي بعضكم فليخبرني بحاجته فجاءه رجل منهم فقالوا جئناك لنبيعك ادراعا عندنا لنستنفق بها فقال والله لئن فعلتم لقد جهدتم مذ نزل بكم هذا الرجل فواعدوه ان ياتوه عشاء حين تهدا عنهم الناس فنادوه فقالت امراته ما طرقك هؤلاء ساعتهم هذه لشيء مما تحب قال انهم حدثوني بحديثهم وشانهم اخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن ايوب عن عكرمة انه اشرف عليهم فكلموه وقال ما ترهنون عندي اترهنوني ابناءكم واراد ان يسلفهم تمرا قالوا انا نستحي ان يعير ابناؤنا فيقال هذا رهينة وسق وهذا رهينة وسقين قال فترهنوني نساءكم قالوا انت اجمل الناس ولا نامنك واي امراة تمتنع منك لجمالك ولكنا نرهنك سلاحنا وقد علمت حاجتنا الى السلاح اليوم قال نعم ائتوني بسلاحكم واحتملوا ما شئتم قالوا فانزل الينا ناخذ عليك وتاخذ علينا فذهب ينزل فتعلقت امراته وقالت ارسل الى امثالهم من قومك يكونوا معك قال لو وجدوني هؤلاء نائما ما ايقظوني قالت فكلمهم من فوق البيت فابى عليها فنزل اليهم تفوح ريحه فقالوا ما هذه الريح يا فلان قال عطر ام فلان لامراته فدنا بعضهم يشم راسه ثم اعتنقه وقال اقتلوا عدو الله فطعنه ابو عبس في خاصرته وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف فقتلوه ثم رجعوا فاصبحت اليهود مذعورين فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا قتل سيدنا غيلة فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم صنيعه وما كان يحض عليهم ويحرض في قتالهم ويؤذيهم ثم دعاهم الى ان يكتبوا بينه وبينهم صلحا احسبه قال وكان ذلك الكتاب مع علي رضي الله تعالى عنه بعد‏.‏

=================

اغتيال كعب بن الأشرف كما جاء في صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير.

عن جابر أنه سمع رسول الله يقول : (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله فقال محمد بن مسلمة يا رسول الله أتحب أن أقتله قال نعم قال ائذن لي فلأقل قال قل فأتاه فقال له وذكر ما بينهما وقال إن هذا الرجل قد أراد صدقة وقد عنانا فلما سمعه قال وأيضا والله لتملنه قال إنا قد اتبعناه الآن ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره قال وقد أردت أن تسلفني سلفا قال فما ترهنني قال ما تريد قال ترهنني نساءكم قال أنت أجمل العرب أنرهنك نساءنا قال له ترهنوني أولادكم قال يسب بن أحدنا فيقال رهن في وسقين من تمر ولكن نرهنك اللامة يعني السلاح قال فنعم وواعده أن يأتيه بالحارث وأبي عبس بن جبر وعباد بن بشر قال فجاؤوا فدعوه ليلا فنزل إليهم قال سفيان قال غير عمرو قالت له امرأته إني لأسمع صوتا كأنه صوت دم قال إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه وأبو نائلة إن الكريم لو دعي إلى طعنة ليلا لأجاب قال محمد إني إذا جاء فسوف أمد يدي إلى رأسه فإذا استمكنت منه فدونكم قال فلما نزل نزل وهو متوشح فقالوا نجد منك ريح الطيب قال نعم تحتي فلانة هي أعطر نساء العرب قال فتأذن لي أن أشم منه قال نعم فشم فتناول فشم ثم قال أتأذن لي أن أعود قال فاستمكن من رأسه ثم قال دونكم قال فقتلوه).

 


سَحْلُ امرأة عجوز وشق جسدها

أم قرفة هي فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية. أم قرفة تزوجت مالكا بن حذيفة بن بدر وولدت له ثلاثة عشر ولدا أولهم (قرفة) وبه تكنى، وكل أولادها كانوا من الرؤساء في قومهم. كانت من أعز العرب، وفيها يضرب المثل في العزة والمنعة فيقال: أعز من أم قرفة وكانت إذا تشاجرت غطفان بعثت خمارها على رمح فينصب بينهم فيصطلحون. كانت تؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل في السنة السادسة للهجرة زيد بن حارثة في سرية فقتلها قتلا عنيفا، فقد ربط برجليها حبلا، ثم ربطه بين بعيرين حتى شقها شقا. وكانت عجوزا كبيرة، وحمل رأسها إلى المدينة ونصب فيها ليعلم قتلها.

المراجع:

تراجم الأعلام .. باب من وفيات سنة 6
السيرة النبوية لابن هشام، باب غزوة زيد بن حارثة بنى فزارة و مصاب أم قرفة
الطبقات الكبرى لإبن سعد، باب سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بوادي القرى
فتح الباري بشرح صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة زيد بن حارثة
المنتظم في التاريخ، الجزء الثالث، سرية زيد بن حارثة الى ام قرفة بوادي القرى
الكامل في التاريخ، الجزء الأول، ذكر عمرة الحديبية
شرح السير الكبير، الجزء الرابع
عيون الأثر في المغازي والسير، سرية زيد بن حارثة الى وادي القرى
الروض الأنف، الجزء الرابع
 

روايات أخرى عن قتلها:

كانت أم قرفة من بين اشرف العرب وكان لها اثنا عشر ولدا وكانت العرب تضرب بها المثل في العزة فتقول "لو كنت أعز من أم قرفة". قيل لمحمد أنها جهزت ثلاثين راكباً ليغزو المدينة ويقتلوا محمد (!) فأمر زيد بن الحارثة أن يقتلها بأبشع طريقة لإذلال قومها، فقام بربط حبلين برجليها ثم ربط كل واحد منهما بفرسين وزجرهما فركضا فشقاها نصفين، بعد ذلك جرى فصل رأسها عن جسدها وبعث به إلى المدينة حيث عُلِّقَ كي يراه ويتعظ الذين يخطر بفكرهم إيذاء محمد. أما قرفة، الابن الذي تتكنى به والذي بقي حيا بعد قتل كل أخوته فقد قتله محمد بيده، وأخذ ابنة لها ومنحها لخاله. (السيرة النبوية لابن هشام والسيرة الحلبية ومعجم البلدان لياقوت الحموي)

 

".. زيد بن حارثة، حين قتل أم قرفة، وهي كانت ممن تحرض على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما روي أنها جهزت ثلاثين راكباً من ولدها، ثم قالت: سيروا حتى تدخلوا المدينة فتقتلوا محمداً، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم أذقها ثكلهم، فقتلها زيد ابن حارثة، وبعث بدرعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنصب بين رمحين بالمدينة، وروي أنه قتلها قيس ابن المسحر، أسوأ قتلة علق في رجليها حبلين ثم ربطها ببعيرين فأرسلهما فشقاها شقاً حتى تقول العرب على سبيل المثل في ذلك: لو كنت أعز من أم قرفة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بقتل هند بنت عتبة لما كانت تفعل من التحريض على قتال المسلمين، حتى أسلمت، واستثنى ممن أمنهم يوم فتح مكة قيساً وابن خطل وأمر بقتلهما؛ لأنهما كانا يغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.."

(شرح كتاب السير الكبير للسرخسي)

 

".. وكانت أم قرفة عند مالك بن حذيفة ، فولدت له قرفة ، وحكمة ، وحراشة ، وزملاً ، وحصيناً ، وشريكاً ، وعبداً ، وزفر ، ومعاوية ، وحملة ، وقيساً ، ولأياً ؛ فأما حكمة فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أغار عيينة بن حصن على سرح المدينة.."

(تاريخ الرسل والملوك للطبري)

وكانت أم قرفة تؤلب على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لها اثنا عشر ذكراً كلهم علق سيف رئاسة، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة مولاه فقتلها، وقتل بنيها.

(أنساب الأشراف للبلاذري)

وعمد قيس بن المحسر إلى أم قرفة، وهي عجوز كبيرة، فقتلها قتلاً عنيفاً: ربط بين رجليها حبلاً ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها، وقتل النعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر، وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك فقرع باب النبي، صلى الله عليه وسلم، فقام إليه عرياناً يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله وسايله فأخبر بما ظفره الله به.

(غزوات الرسول وسراياه لابن سعد)

 

وذكر الدولابي أن زيد بن حارثة حين قتلها [أم قرفة] ربطها بفرسين، ثم ركضا بها حتى ماتت، وذلك لسبها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(الروض الآنف: السهيلي)

وكانت العرب تقول: "لو كنت أعز من أم قرفة "ما زدت" لأنها كانت تعلق في بيتها خمسين سيفا كلهم لها ذو محرم. وكان لها اثنا عشر ولدا كما في الزهر، كنيت بابنها قرفة قتله النبي صلى الله عليه وسلم، وسائر بنيها قتلوا مع طليحة في الردة فلا خير فيها ولا في بنيها. فأمر زيد بن حارثة بقتل أم قرفة لسبها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت قتلا عنيفا.
قال محمد بن عمر
، وابن سعد: ولما قدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك قرع باب النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه عريانا يجر ثوبه حتى اعنقه وقبله فأخبره زيد بما ظفره الله تعالى به.وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة أم قرفة وبعبد الله بن مسعدة، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر له جمالها فقال: "يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك". فقال: يا رسول الله جارية رجوت أن أفتدي بها امرأة منا في بني فزارة فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام مرتين أو ثلاثا حتى عرف سلمة أنه يريدها فوهبها له، فوهبها النبي صلى الله عليه وسلم لخاله حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن (عمران) بن مخزوم, فولدت له (عبد الرحمن بن حزن).

(سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد: شمس الدين الشامي)

 

اغتيال أبي عفك

ـ قال أبو عفك أبيات شعرٍ يذمّ فيها محمداً لقتله الحارث بن سويد بن صامت:

لقد عشت دهرا وما ان ارى   من الناس دارا ولا مجمعا

ابر عهودا واوفى لمن             يعاقد فيهم اذا ما دعا

من اولاد قيلة في جمعهم          يهد الجبال ولم يخضعا

فصدعهم راكب جاءهم           حلال حرام لشتى معا

فلو ان بالعز صدقتم              او الملك تابعتم تبعا

فقال محمد‏:‏ من لي بهذا الخبيث، فخرج سالم بن عمير، اخو بني عمرو بن عوف، وهو احد البكائين، فقتله.

(السيرة النبوية لابن هشام)

 

كان ابو عفك من بني عمرو بن عوف شيخاً كبيراً قد بلغ عشرين ومائة سنة وكان يهودياً وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الشعر فقال سالم بن عمير وهو احد البكائين وممن شهد بدراً علي نذر ان اقتل ابا عفك او اموت دونه فامهل يطلب له غرة حتى كانت ليلة صائفة فنام ابو عفك بالفناء وسمع به سالم بن عمير فاقبل فوضع السيف على كبده ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش وصاح عدو الله فثاب اليه ناس ممن هو على قوله فادخلوه منزله وقبروه‏.‏

(عيون الأثر في المغازي والسير ـ والطبقات الكبرى)

 

العنف بين المسلمين أنفسهم

إذا نظر أحد إلى بيتك فيمكنك ان تفقأ عينه

"عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ‏"‏‏.‏ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ‏"‏ ‏.‏

(صحيح مسلم كتاب الأدب)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ‏"‏‏.‏

(صحيح مسلم كتاب الأدب)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"لَوْ أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَخَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ جُنَاحٍ‏"‏‏.‏

(صحيح مسلم كتاب الأدب)

 

مجزرة بني قريظة ـ  كما يرويها موقع "الخلافة نت"   www.khilafa.net

عندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه من الخندق، وقد نصرهم الله عز وجل على المشركين وكشف لهم خيانة يهود بني قريظة، ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته يريد أن يغتسل من غبار الخندق والمسلمون يستريحون من عناء الغزوة، أتاه جبريل عَلَيْهِ السَّلاَمُ وأمره بالذهاب إلى قتال بني قريظة وقال له: “ألا أراك وضعت اللامة ولم تضعها الملائكة بعد، إن الله يأمرك أن تسير إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم حصونهم”، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينادي المنادي: “يا خيل الله اركبي، من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة”، ولبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الدرع والبيضة، وأخذ قناة بيده، وتقلد الترس وركب فرسه.

 وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه إلى بني قريظة وحاصروهم، وتقدمت الرماة من المسلين وقال صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «يا سعد تقدم فارمهم»، فرماهم المسلمون ساعة ويهود ترامي المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على فرسه فيمن معه، فلما كان الغد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماة أيضا وعبأ أصحابه فأحاطوا بحصون اليهود ورموهم بالنبل والحجارة وهم يرمون المسلمين من حصونهم حتى أمسوا، فنزل نباش بن قيس وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ينزل يهود بني قريظة على ما نزلت عليه بنو النظير، له الأموال ويحقن دماءهم ويخرجون من المدينة بالنساء والذراري، ولهم ما حملت الإبل إلاّ السلاح فأبى رسول الله إلا أن ينزلوا على حكمه.

ولما اشتد الحصار على اليهود نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر الرسول بأسراهم فكتفوا بالرباط، وأخرج النساء والذرية من الحصون فكانوا ناحية، وجمعت أمتعتهم وما وجد في حصونهم من السلاح والأثاث والثياب فوجد فيها ألف وخمسمائة سيف، وثلاثمائة درع وألفا رمح وألف وخمسمائة درع وأثاث كثير وآنية كثيرة، وخمر وجرار فأهرق ذلك كله، ووجد من الجمال والماشية شيء كثير فجمع هذا كله. وطلبت الأوس من رسول الله أن يهب لهم يهود بني قريظة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما ترضون أن يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم» قالوا: بلى، فقال رسول الله: «فذلك إلى سعد بن معاذ» .

 وسعد بن معاذ يومئذ مجروح من غزوة الخندق، فأتي به محمولا وهو يقول: “اللهم أطل في عمري لأحكم في بني قريظة”، ثمّ حكم فيهم فقال: “أحكم فيهم أن يقتل من جرت عليه المواسي، وتسبى النساء والذرية، وتقسم الأموال” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة سماوات ".

 فأمر رسول الله بالسبي فسيقوا إلى دار أسامة بن زيد والنساء والذرية إلى دار ابنة الحارث، وأمر بأحمال التمر فنثرت على بني قريظة ليأكلوا منها ما يشاءون ثمّ غدا رسول الله في يوم الخميس السابع من ذي الحجة والأسرى معه، وأتى إلى السوق، فأمر بالأخاديد فحفرت، وحفر فيها هو صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وجلس ومعه علية أصحابه ودعا برجال بني قريظة فكانوا يخرجون أرسالاً تضرب أعناقهم، وكان الذين يلون قتلهم على والزبير رضي الله عنهما.

 ولما جيء بعدو الله حيي بن أخطب قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم يمكن الله منك يا عدو الله ؟ فقال حيي: بلى والله ما لمت نفسي في عداوتك، فضرب عنقه، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل كل من أنبت منهم، وكان من يشك فيه أبلغ أم لا ينظر إلى مؤتزره فإن كان أنبت قتل وإلا ترك في السبي، وتمادى القتل فيهم إلى الليل حتى لما أصبحوا في الغد أكملوا القتل فيمن بقي، وقتل منهم يومئذ ما بين الستمائة إلى السبعمائة وقيل كانوا سبعمائة وخمسين، ولما انتهى المسلمون من قتلهم ردوا عليهم التراب في الخنادق وانتهت بذلك ملحمة من ملاحم العداء بين اليهود والمسلمين ولم ينته العداء فهو باق ما بقي مسلم ويهودي على وجه الأرض.

هذه قصة من قصص العداء مع اليهود ذكرناها لكم لنستشعر عزتنا عندما كانت لنا عزة بالإسلام، ولندرك ما نحن فيه بعد أن عزلنا الإسلام عن الحياة والدولة.

 إن العداء بين المسلمين واليهود، ليس عداء على مشكلة من المشاكل حتى تحل بالتفاهم، كما أنه ليس ثأرا موروثا ينسى ويضيع مع الأيام، أو مالا مسروقا يمكن استرجاعه، أو أرضا مختلف عليها يمكن التعويض عنها، إنه ليس كذلك ولا يمكن أن يكون كذلك.

 إن العداء بين المسلمين واليهود هو عداء عقائدي، عداء وجد يوم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسلام الذي جعله الله خاتمة الرسالات، وجعله الطريق إلى دخول الجنَّة في الدار الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يهودي أو نصراني سمع بي ولم يؤمن بي إلا دخل النَّار» . وما الموقف الذي ذكر في أول هذه الكلمة من السيرة العطرة لسيد المرسلين مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إلا مظهر من مظاهر هذا العداء، والسيرة النبوية ملأى بمثل هذا الموقف، وليس غريبا على اليهود أن يعادوا الحق فهم على ما أكرمهم الله به من الرسالات والفضائل قد ناصبوا الله العداء قبل بعثة سيدنا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فهم الذين عصوا وكفروا، وكان قتل الأنبياء شيمة من شيمهم، والغدر من أبشع خصالهم، قال تعالى:﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفُ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاّ قَلِيلاً . وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً . وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكًّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتَّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يقيناً﴾ وقال تعالى ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُواْ بِغَضَبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ وقال ﴿... وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ وَبَاءُواْ بِغَضَبٍ مِنَ الله ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾.

 والآيات في وصف خبث اليهود وعدائهم للإسلام ولرسول الإسلام ولأمة الإسلام كثيرة في كتاب الله، وقد حذرنا الله منهم ونهانا عن موالاتهم أو التودد إليهم وجعل ذلك إن حصل منا؛ طعنا في عقيدتنا وميلا إلى ملتهم قال تعالى ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءْكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنْ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرْ﴾ وقال عز من قائل ﴿يَا أَيُّهاَ الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَتَّخِذُواْ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُم مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

===============

من ظفرتم به من اليهود فاقتلوه!

قال ابن اسحق وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة - ويقال ابن سبينة عن ابن هشام رجل من تجار يهود وكان يلابسهم ويبايعهم - فقتله وكان حويصة بن مسعود اذ ذاك لم يسلم وكان اسن من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول اي عدو الله اقتلته اما والله لرب شحم في بطنك من ماله قال محيصة فقلت والله لقد امرني بقتله من لو امرني بقتلك لضربت عنقك قال فوالله ان كان لاول اسلام حويصة قال اي والله لو امرك محمد بقتلي لقتلتني قال قلت نعم والله لو امرني بضرب عنقك لضربتها قال والله ان ديناً يبلغ بك هذا لعجب فاسلم حويصة‏.‏

(عيون الأثر في المغازي والسير)

======================

==================

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط