بسام درويش / Sep 03, 2004

يرحب المسيحيون في دول الغرب داخل كنائسهم بالمحمديين وغيرهم من كل أتباع المذاهب، لإلقاء محاضرات عن معتقداتهم، رغم تعارضها مع العقائد المسيحية. وتمارس المنظمات المحمدية وغيرها نشاطاتها "التبشيرية" ـ إن صحّ التعبير حيث أن التبشير لغوياً يتضمن معنى الخير لا الشر ـ بحرية واسعة دون أية عراقيل، لا من السلطات ولا من الأفراد. لا بل ليس هناك في الغرب من يطلق صوت احتجاج ضدّ أي نشاط دعائي لأي دين من الأديان.

مقابل ذلك، لا نفتأ نسمع من الإذاعات العربية، ونقرأ في الصحف المحمدية في الشرق والغرب، احتجاجاتٍ على ما يدعونه بحملات التنصير التي يقوم بها المسيحيون، ومطالباتٍ للمسؤولين بالتصدي لهذه الحملات التي غالباً ما يطلقون عليها أوصافاً مثل، "هجمات شرسة.. مضللة.. مشوِّهة.. عمليات شراء الفقراء والطيبين من المؤمنين.. إلخ.."

وطبعاً، لا يتوقف الأمر عند الاحتجاجات فقط، إذ نسمع بين الحين والآخر عن أعمال توقيفٍ لمسيحيين أجانب بتهم مختلفة، كتهريب أناجيل أو الإساءة إلى "الإسلام" بشكل أو بآخر، ناهيكم عما يتعرض له المسيحيون المواطنون من أعمال قتل أو إرهاب أو مضايقات أو تمييز في الوظائف وغير ذلك.

أن تتصرفَ الأنظمة الشيوعية كذلك، فإنه لأمرٌ يمكن فهمه رغم أنّ فهمه لا يعني قبولاً به. فالشيوعية صريحة في عدائها لكل الأديان، كما أنها ترفض وجود أي سلطة أخرى على مقدرات الشعوب الفكرية سوى سلطة الحزب الشيوعي الواحد الأحد. لكن، كيف يمكن أن نفهم وضع الأديان، وخاصة المسيحية واليهودية، في ظل نظام "الإسلام" الذي يفترض بأنه يعترف بهما كديانتين مصدرهما الإله الواحد نفسه الذي يدعو هو إلى عبادته؟.. الجواب على ذلك هو أن "الإسلام" في الحقيقة كالشيوعية تماماً من حيث رفضه لوجود أية سلطة أخرى سوى سلطته، مع فارق واحد على الأقل: الشيوعية صريحة لا تنافق في معاداتها للأديان، بينما تتميز المحمدية بالنفاق والخديعة في هذا الموضوع.

إنّ في تعاليم هذا المذهب من التناقضات ما يكفل له أن يكون أعظم معهدٍ لتخريج المنافقين. لذلك، لا عجب في أن نرى النفاق طابعاً سائداً لدى الشعوب المحمدية عربية وغير عربية، وعلى كل الأصعدة، دينية كانت أو سياسية أو اجتماعية أو حتى أدبية أو فنية.

إن أي حديث عن تسامح ديني يصدر عن المحمديين، ليس إلا نفاقاً شرعياً مدعوماً بزخم هائل من التعاليم المتناقضة، التي خدمت محمداً في "جهاده" لحكم مكة والاستئثار بمواردها، كما تخدم اليوم أتباعه في طموحاتهم للسيطرة على العالم ولتأسيس الحكم المحمدي على أنقاض حضارته.

في الحقيقة، إن أوضاع المسيحيين واليهود وكل الأقليات الأخرى ومن ضمنها الأقليات الخارجة عن المحمدية، هي أكبر دليل على أن المحمدية نظام أسوأ من أي نظام فردي تعسفي إرهابي آخر اختبرته الإنسانية.

هذا الصراخ الدائم المندد بما يسمونه "حملات التنصير" والذي غالباً ما يتحول إلى أفعالٍ تتمثل باعتقال المسيحيين بتهم تهريب الأناجيل أو بالاعتداء على أرواحهم وكنائسهم وممتلكاتهم، ليس فقط دليلاً على النفاق الذي تتميز به تعاليم المحمدية، إنما هو أيضاً دليل ما بعده دليل، على هشاشة هذا المذهب وعجزه عن الوقوف أمام تعاليم اي مذهب آخر.     

أمرٌ يجدر ذكره، وهو أن المحمدي الذي يعتنق المسيحية أو أي مذهب آخر، غالباً ما يصبح إنساناً أفضل لعائلته ومجتمعه وللعالم كله، بينما غالباً ما يتحول المسيحي أو اليهودي أو أي إنسان آخر بعد اعتناقه المحمدية، إلى شخصٍ أكثر حقداً وأعظم خطراً من الذين يولدون عليها. وانطلاقاً من ذلك، فإن المجتمع الغربي هو الذي يجب أن يخشى على نفسه من نشاطات المحمديين على أرضه وليس العكس. ومن هذا المنطلق ذاته، يصبح جعل العمل على منع نشاطات المحمديين الدعائية المخادعة في الغرب أمراً مهماً بقدر أهمية العمل على إنقاذ المحمديين أنفسهم من هذه الأيديولوجية الخطرة التي تهدد مصيرهم ومصير العالم كله معهم.

**************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط