عمران سلمان / Feb 08, 2007

بريطانيا تنضم إلى قائمة كبار مصدري الإرهاب في العالم

بريطانيا هي ضحية للإرهاب، وهي في الوقت نفسه أكبر مصدّر له من خارج دائرة العالم الإسلامي. وهاكم الأدلة:

في السابع من يوليو عام 2005، تعرضت ثلاثة من قطارات مترو الانفاق في لندن وباص إلى هجمات انتحارية نفذها اربعة بريطانيين مسلمين من أتباع تنظيم القاعدة، وقد خلفت الهجمات 56 قتيلا ومئات الجرحى.  

 

في  10 أغسطس عام 2006، أعلنت الشرطة البريطانية إحباط مؤامرة لتفجير 10 طائرات تجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، واعتقلت المدبرين وعددهم 24 إسلاميا.

                     

في 31 يناير الماضي، اعتقلت الشرطة البريطانية تسعة إسلاميين في مدينة برمنجهام، كانوا يخططون لاختطاف جندي بريطاني مسلم ومن ثم إعدامه بقطع الرأس، وتصوير العملية وبثها على شبكة الانترنيت.. ويخدم الجندي المستهدف في أفغانستان وكان يقضي إجازة عائلية في بريطانيا.

 

لكن بريطانيا أيضا من المصدرين للإرهاب في العالم.

 

في شهر أغسطس عام 2005، نشرت صحيفة الاندبندنت على صدر صفحتها الرئيسية مانشيتا حمل عنوان "مسؤولو الاستخبارات يحذرون بلير من حركة تمرد في بريطانيا".

 

وكتب ريموند ويتاكر وفرانسيس إليوت العاملين في الصحيفة يقولان "إن هناك أكثر من 100 ألف شخص في بريطانيا من مناطق معسكرة بالكامل، مثل الصومال وأفغانستان، وإن نسبة عالية منهم من الشباب المسلم في عمر قتالي".

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله "كل واحد منهم يعرف كيف يستخدم رشاشا آليا إيه كي – 47، ونحو 10 في المائة يمكنهم تفكيك وإعادة تجميع السلاح وهم معصوبو الاعين، وربما نسبة مماثلة لديها دراية بالمتفجرات العسكرية".

 

صحيفة الصاندي تايمز كتبت في 4 يونيو 2006، تقول إن ما بين 120 و150 إسلامي راديكالي سافروا إلى العراق للانضمام إلى "كتيبة البريطانيين الجهادية" هناك، استجابة لنداء أبو مصعب الزرقاوي. وتنقل الصحيفة عن مصدر أمني كبير قوله إن "الفيلق الأجنبي" الذي يتألف بالكامل من غربيين، قد تم تشكيله خلال عمية التمرد في العراق.

 

 تقول البريطانية ميليني فيليبس الكاتبة في صحيفة الديلي ميل ومؤلفة كتاب "لندنستان" الذي صدر مؤخرا، نقلا عن تقديرات للحكومة البريطانية قبل عام من تفجيرات لندن، إن 16 ألف بريطاني مسلم متورطون مباشرة أو يدعمون النشاط الإرهابي، وإن ثلاثة آلاف شاركوا في معسكرات تدريب تابعة للقاعدة في الخارج، وأن عدة مئات منهم يستعدون لتنفيذ هجمات داخل المملكة المتحدة نفسها. وهناك بريطانيون مسلمون آخرون سافروا إلى الخارج للمشاركة في هجمات إرهابية.

 

في 22 ديسمبر 2001، ألقي القبض على المسلم البريطاني المولد ريتشارد ريد بعد ضجة أثيرت في رحلة طيران من باريس إلى ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية.

 

وكان ريد، المعروف باسم "مفجر الحذاء"، حاول تفجير الطائرة بمتفجرات مخبأة في حذائه، وقد أقر بذنبه وقال للقاضي الأمريكي أثناء المحاكمة "أقر بأفعالي... لا أعتذر عنها وأنا لا أزال في حرب مع بلدكم". وقد حكم عليه بالسجن المؤبد في يناير/كانون الثاني 2003.

 

في الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني 2002، اختفى مراسل جريدة وال ستريت جورنال الأمريكية دانيال بيرل في باكستان بينما كان يعد لكتابة تحقيق عن الجماعات المتطرفة.

 

وفي يوم 21 فبراير 2002، أعلنت وزارة الخارجية الامريكية نبأ وفاته رسميا.  وقد ظهر في فيلم فيديو ملثمون يقومون بذبحه، تبين فيما بعد أنهم كل من أحمد سعيد شيخ البريطاني المولد وثلاثة من مساعديه.

 

في عام 2002 ألقت السلطات المصرية القبض على 26 عضوا من المنتمين إلى حزب التحرير الإسلامي بينهم ثلاثة بريطانيين، كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات إرهابية. وتمت إدانة المجموعة في مارس عام 2004، وحكم على البريطانيين بالسجن لمدة خمس سنوات.

 

في المعارك الأخيرة التي دارت في الصومال والتي هزمت فيها قوات الحكومة المدعومة عسكريا من اثيبويا، قوات المحاكم الصومالية المتشددة، كان هناك بريطانيون إسلاميون يقاتلون إلى جانب المحاكم الإسلامية.

 

وكشف رئيس الحكومة الأثيوبية ميليس زيناوي في مؤتمر صحفي عقده يوم 9 يناير عن أن قوات بلاده اعتقلت سبعة مقاتلين بريطانيين اثناء محاولتهم الفرار مع الميليشيات الإسلامية من مقديشو، إلى جانب عدد من الكنديين والغربيين الآخرين، والذين وصفهم بـ"الفرقة الدولية". في حين تحدثت أنباء عن مقتل العديد منهم في المعارك.

 

وجاء التحاق البريطانيين الإسلاميين بقوات المحاكم الإسلامية، استجابة لنداء وجهه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في بداية يناير الماضي، إلى أنصار القاعدة في الغرب للمشاركة في حملة التفجيرات الانتحارية وحرب العصابات في الصومال.

 

ولم يقتصر الدعم القادم من بريطانيا للمحاكم الإسلامية على المقاتلين، وإنما تعداه أيضا إلى الأموال. 

يقول تقرير أصدرته هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة ونشر في نوفمبر الماضي إنه "في الأشهر الاخيرة جمع المغتربون الصوماليون في المملكة المتحدة أكثر من مليون دولار من أموال التبرعات أرسلت للمحاكم الإسلامية". ويضيف التقرير أن لندن باتت القناة الرئيسية التي تمر عبرها المساعدات المالية للمحاكم الإسلامية.

 

واخيرا، وليس آخرا، بثت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني مساء الأحد 14 يناير 2007، فيلما وثائقيا قامت بتصويره خلسة في عدد من مساجد بريطانيا، أبرزها مسجد بيرمنجهام.  

 

الحصيلة كانت مذهلة. خطب معادية "للكفار" واليهود والمسيحيين، تدعو لقتل المثليين، من بين آخرين، كما تقدم تبريرات فقهية لزواج الفتيات القاصرات لرجال متقدمين في السن.

 

بعض المساجد يوفر اتصالا مباشرا عبر الاقمار الصناعية مع مفتي السعودية حيث يجيب على أسئلة واستفسارات الحاضرين في المسجد. وبعضها ينقل مباشرة خطب الجمة والصلاة من مساجد السعودية.

 

الطريف في الامر أن أحد المساجد التي طالها التحقيق التلفزيوني كان يُعتبر مركزا للإسلام المعتدل في بريطانيا، ويشرف عليه، زعيم مسلم يعمل مع الحكومة البريطانية لتقوية العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين! 

 

ويظهر في الفيلم خطيب مسجد بيرمنجهام ويدعى أبو اسامة وهو أميركي اعتنق الإسلام، وهو يشدد على المصلين "أن المسيحيين واليهود، أميركا، فرنسا، بريطانيا والمانيا، هم  أعداء الإسلام". ويقول مخاطبا المسلم "لماذا تتنازل عن عقيدتك لإرضاء أعدائك؟".

 

وفي فقرة أخرى يبشر ابو أسامة بقيام الدولة الإسلامية قائلا إن الإسلام يظهر كل يوم  قوة وتفوقا على خصومه، وإن على المسلمين "تكوين دولة داخل الدولة، حتى نتمكن من السيطرة وتكون لنا الغلبة". وفي الدولة التي يبشر بها الخطيب "يقتل المسلم إذا حاول الخروج من الإسلام"، و"إذا ارتأى الإمام ان يصلب فيجب ان يصلب، ثم يترك على الخشبة ثلاثة أيام ينزف حتى يموت".

 

إزاء هذه الحوادث والنشاطات الإرهابية، لا يملك المرء إلا أن يضع بريطانيا (إلى جانب السعودية وباكستان ومصر والجزائر .. الخ) في أعلى قائمة الدول المصدرة للإرهابيين إلى مختلف أنحاء العالم، مع فارق أساسي أن الإسلاميين في بريطانيا يتمتعون بحماية القانون وبتفهم العديد من الشخصيات السياسية البريطانية، أو على  الأقل لا تثير نشاطاتهم أو وجودهم أي مشكلة.    

 

يقول عمدة لندن كين ليفجنستون في الندوة التي استضافها في 20 يناير 2006، وحملت عنوان (حضارة عالمية أم صراع حضارات): إننا نشهد بداية حضارة عالمية حقيقية وليس صراع حضارات.. وجميع الاحصائيات تؤكد نجاح لندن كمدينة متعددة الثقافات".

 

أما زميلته والمتحدثة في الندوة سلمى يعقوب، العضو البارز في حزب ريسبكت (الاحترام) البريطاني، فاعتبرت أن تفجيرات لندن ما هي إلا رد انتقامي على ما يفعله الغرب.

 

وقالت سلمى "يتحدثون عن الارهاب الاسلامي ويتجاهلون تماما أي حديث عن إرهاب الدول الغربية وكونه عامل تحفيز للتطرف". وتابعت قائلة "الحقيقة هي أن الاعمال الوحشية المروعة على الارض والتي تبثها القنوات التلفزيونية ومواقع الانترنت لها تأثير في دفع الكثيرين للتعصب أكبر بكثير من أي كم من المواعظ الدينية".

 

ولا نملك أن نقول سوى: هنيئا لليفجنستون هذا النجاح.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط