بسام درويش / Mar 07, 2002

سقط أحد عناصر سلاح البحرية الأميركية نيل روبرتس من طائرته في ساحة القتال أسيراً في أيدي قوات القاعدة وطالبان في أفغانستان. لم يتأخر هؤلاء الإرهابيون عن تم تنفيذ حكم الموت فيه لحظة واحدة.

 

تناولت وسائل الإعلام الأميركية الخبر ووصفه كثير من المحللين السياسيين بأنه عمل بربري، وكأنّ جريمة الحادي عشر من سبتمبر لم تكن كافية لتثبت لهم حتى الآن بربرية هذا العدوّ!  

**********  

حين طلب الحراس في قاعدة غوانتانامو من أحد الإرهابيين المعتقلين بأن يخلع غطاء رأسه عملاً بتعليمات المسؤولين عن المعتقل، ثارت ثائرة المنظمات الإسلامية التي اعتبرت ذلك إمعاناً في إذلال الأميركيين للمعتقلين وإهانة لتقاليدهم الدينية. بُحّت حناجر هؤلاء وهم يملأون الدنيا صراخاً من أجل عمامة إرهابي إلى درجة أنهم فقدوا القدرة اليوم على إطلاق أي صوت يدينون به جريمة قتل أخوانهم الإرهابيين للأسير الأميركي الذي وقع في أيديهم.

 

استغرب بعض المعلقين السياسيين عدم إسراع أحد المسؤولين عن هذه المنظمات الإسلامية إلى إدانة هذا العمل البربري، ولكن هذا الاستغراب في الحقيقة ليس إلا دليلاً على جهل هؤلاء المحللين التام بتعاليم الإسلام.

 

قتل الأسير في الحرب ليس غريباً عن الإسلام لا بل هو من صلب تعاليمه، ولا عجب أن يقوم هؤلاء الإرهابيين بتطبيق التعاليم بحذافيرها، وقد أثبتوا حتى الآن أنهم أقرب الناس إلى أصول الإسلام من أي فئة مسلمة أخرى.

 

إن تفاصيل الرسالة  التي خلفها إرهابيو الحادي عشر من أيلول وراءهم، تظهر مدى اهتمامهم بتطبيق دقائق تعاليم الإسلام الواردة في القرآن أو في كتب الأحاديث أو سيرة محمد؛ وقتلهم اليوم للأسير الأميركي كان عملاً بما يأمر القرآن به حيث يقول: "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَالله يُرِيدُ الآخِرَةَ وَالله عَزِيزٌ حَكِيمٌ"  ( 8 : 67 ) 

لقد آن لجهاز المخابرات المركزية الأميركية أن يكون له فرع خاص متفرغ لدراسة الفقه الإسلامي دراسة عميقة ليتمكن من التعامل مع الدول الإسلامية ومع العقلية الإسلامية بشكل أفضل، سواء في حالة السلم أو في حالة الحرب. في الواقع، ليس هناك حالة سلم بين الإسلام والعالم، إنما حالة حرب دائمة من طرف الإسلام.

 

إن الاستخفاف بتعاليم هذا الدين/الدولة الذي يطمح إلى السيطرة على العالم بأجمعه، سواء كان ذلك عن طريق الإرهاب أو عن طريق الاستفادة من ليونة قوانين الهجرة إلى الغرب، هو جريمة نرتكبها بحق الأجيال القادمة وبحق الحضارة الإنسانية بأكملها.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط