بسام درويش / Jan 17, 2005

لم يعد التحذير من تواجد "إرهابيين مسلمين" أو "خلايا إرهابية إسلامية" بيننا يخدم الحقيقة مطلقاً. فما حدث في نيو جرسي مؤخراً، يتطلب صيغة جديدة للتحذير أكثر دقة وأمانة. هذا التحذير يجب ان يكون: "أيها الأمريكيون احذروا فالمسلمون بينكم!"

********

حسام ارمانيوس، مهاجر مصري مسيحي، اعتقد أنه بلجوئه إلى أميركا قد تخلص هو وعائلته من سيف الإسلام المسلط على رأسه ورأس كل قبطي في مصر. اعتقد كذلك إنه، ولكونه يعيش في أميركا، سيستطيع أن يحكي للعالم، وهو في مأمن من سيف الإسلام، قصة المأساة التي يعيشها إخوته في مصر، وعن الاضطهاد الذي يعانون منه. حساباته كانت خاطئة. لم يدرك أن مضطهديه قد لحقوا به وأصبحوا جيراناً له في موطنه الجديد. لم يدرك أن أبواب أميركا ليست مشرّعة له فقط، إنما أيضاً لمضطهديه!

في صباح يوم الجمعة الرابع عشر من يناير وُجد حسام أرمانيوس وزوجته وابنتاه يسبحون في دمائهم داخل بيتهم. كل الدلائل حتى الآن، تشير إلى أن حوافر المسلمين وراء الجريمة. رقاب أفراد العائلة كلها جُزّت بالسكين، بينما نالت الابنة الصغرى المتدينة جداً عقاباً إضافياً، إذ شقّوا صدرها في مكان منه لم يستطع المجرمون تركه على حالته، لأنه كان يحمل وشماً للصليب.  

*********

كان حسام أرمانيوس دائم التردد على موقع للحوار على الانترنت يعرف باسم ـ بالتوك paltalk ـ حيث يتبادل المشتركون آراءهم في شتى المواضيع الاجتماعية والسياسية والدينية. كان شجاعاً في التعبير عن رأيه وصريحاً في عدائه للإسلام الذي عانى من ظلم تعاليمه الهمجية ومن اضطهاد أتباعه. صراحته في التعبير عن رأيه أثارت حنق الملسمين عليه؛ ولأنهم من أمة معاقة فكرياً، فقد عجزوا عن مقارعة الكلمة بالكلمة وقرروا عوضاً عن ذلك، اللجوء إلى السيف لإخماد صوته.. مثلهم في ذلك مثل "نبيّهم" الجبان الذي كان يأمر باغتيال الذين ينتقدونه بكلمة، أو بحرق بيوتهم عليهم وهم فيها نيام. لقد قتل محمد امرأة نائمة في فراشها بينما طفلها كان يرضع من صدرها، وكل ذنبها أنها انتقدته ببيت شعر، فهل نتوقّع أن يكون أتباعه أكثر تحضراً منه؟ 

*********

يقول أقرباء حسام أرمانيوس إنه قد سبق وتلقى تهديداً من المسلمين يطلبون منه أن يسكت، وإلا فإنهم سوف يبحثون عنه وسيقتلونه.

ربما ستنجح السلطات في العثور على الفاعلين أو أنها لن تجدهم أبداً. ربما تركوا أميركا أو لا زالوا على أرضها. لكن، سواء وجدتهم السلطات أم لم تجدهم.. تركوا البلاد أو بقوا على أرضها.. فإن هذا لن يقدّم أو يؤخّر شيئاً. أمن هذا البلد لا يتوقف على اعتقال عدد من الإرهابيين المسلمين ذبحوا عائلة بريئة برمتها ذبح الدجاج كما جاء حرفياً في تحذيرهم. أمن هذا البلد لا ولن يتوقف على اعتقال الذين خططوا لتدمير برجي التجارة في نيويورك. أمن هذا البلد ومواطنيه لن يتوقف على إغلاق منظمات إسلامية تزود الإرهابيين بالأموال والمساعدات التقنية. أمن هذا البلد سيبقى معرضاً للخطر ما دام هناك فيه مسلمون!!

المسلمون بيننا وليس بينهم من يتمنى لهذا البلد خيراً. أعطوني مسلماً واحداً يقول إن ولاءه هو لهذا البلد فقط، وسأثبت لكم إنه واحد من ثلاثة: إما كاذب، وإما جاهل بدينه كل الجهل، أو إنه لا يؤمن بتعاليم هذا الدين ولا يشتريها بقشرة بصلة لكنه يخشى على حياته إن أعلن نبذه لها.

ما هو الحل؟!..

الحل الأول هو في فتح أبواب هذا البلد لمن شاء من مسيحيي البلاد الإسلامية، يأتي إليها متعهداً بأنه مستعد أن يبذل دمه من أجلها. والحل الثاني بالمقابل، هو في طرد كل المسلمين من هذا البلد، إلا أولئك الذين يعلنون نبذهم للإسلام نبذاً تاماً، يعتنقون من بعده ما شاءوا أن يعتنقوا حتى ولو كان ديناً يعبد النار أو القرود، إذ أنّ أي معتقد سيكون أفضل من دين الإرهاب هذا.

المسلمون يهجّرون المسيحيين من بلادهم على مدار الساعة، فأي غباء يدفعنا إلى استقبال المسلمين أو السماح للذين أتوا من قبل منهم بالبقاء هنا؟.. ترى ماذا ينتظر هذا البلد حتّى يتعظ؟.. ألعلنا لن نبدأ بالاتعاظ إلا عندما يتكاثرون ويصبحون قادرين على تهجيرنا إلى مياه المحيط؟

هذه الجريمة ليست رسالة من المسلمين إلى فرد أو جماعة، إنما هي رسالة يوجهونها إلى أميركا والشعب الأمريكي كله.

هذه الجريمة تقول لأميركا ولشعبها: حذاروا.. نحن هنا.. يمكننا أن ندخل بيت أي واحد منكم.. يمكننا أن نجز رقابكم.. يمكننا أن نفعل ما شئنا بكم. نحن لا نقطع الرؤوس في باكستان فقط أو بغداد أو السعودية أو إيران، إنما يمكننا أن نقطعها هنا حتى في داخل بيوتكم. 

هذه الجريمة هي امتحان لأميركا ولشعبها، وما سيأتي بعد هذا الامتحان سيفوقها بشاعة.

==============

متابعة للموضوع على ضوء التطورات: 8 مارس 2005

ذكرت الأخبار مؤخراً أنه قد تم القبض على شخصين بتهمة قتل العائلة القبطية، أحدهما يقطن في الطابق العلوي من المبنى نفسه الذي تسكن فيه هذه العائلة. ويقول البوليس أن الدافع إلى الجريمة لم يكن الحقد الديني وإنما السرقة.

إزاء هذه التطورات، ربما يعتقد البعض أنّ على الأقباط وغيرهم ممن استبقوا النتائج أن يسارعوا للاعتذار من المسلمين لتسرعهم باتهامهم بارتكاب الجريمة، وإلى هؤلاء أقول: اعتقادكم خائب وتوقعاتكم مرفوضة.

 

أولاً: يكاد لا يمر يوم دون حادثةِ قتلٍ أو اختطافٍ أو نهبٍ أو اغتصابٍ أو تحرشٍ أو حرقِ منزلٍ أو كنيسةٍ أو اعتداءٍ من نوعٍ آخر يقوم به المسلمون ضدّ الأقباط وغير الأقباط. لا أحد منهم يعتذر ولا أحد يحاول الحد من تكرار هذه الحوادث. لا بل إن الفتاوى بتحليل دم المسيحيين وممتلكاتهم أصبحت تجارة رابحة تباع على أشرطة كاسيت على أرصفة مصر في كل مكان.

 

ثانياً: العائلة المذبوحة تلقت بالفعل تهديداً بالقتل من مهوسين مسلمين. وسواء قام هؤلاء المهووسون بتنفيذ التهديد أم لم يفعلوا، فإنّ التهديد هو شروع بالقتل. كل ما في الأمر، هو أن أحداً ما قد سبقهم إلى ارتكاب الجريمة مفوّتاً عليهم ثواباً كانوا يرجونه من ربهم بقتل هذه العائلة المسيحية.

 

ثالثاً: هذا التهديد أقض مضجع العائلة، ويبدو واضحاً أن كثيرين قد عرفوا به لأن الحديث عنه كان على كل لسان بعد وقوع الجريمة. لا بل، ليس من المستغرب أن يكون رب العائلة الضحية قد فاتح جاره بموضوع هذا التهديد الذي تلقاه، دون أن يعرف بأن هذا الجار هو صاحب سوابق. وهكذا فقد وجد الجار في انتشار خبر التهديد فرصة مناسبة لارتكاب جريمة لغاية السرقة وهو مطمئن أن انتشاره بين الجالية القبطية سيبعد الأنظار عنه وعن شريكه ويسلط الضوء فقط على المسلمين. بذلك، يكون المسلمون الطرف المسبِّب لهذه الجريمة.

 

رابعاً: للأسف، لم يبقَ من العائلة المسكينة فردٌ واحدٌ ليخبرنا عما دار من حديث بينهم وبين الجار وصاحبه اللذين وُجِّهت لهما تهمة القتل؛ ولا زال هناك أيضاً احتمال أن يكونا على صلة بالمهووسين المسلمين أصحاب التهديد أو من هم على صلة بهم، فالجريمة بكل تفاصيلها البشعة تحمل الطابع الإسلامي الذي لم يعد يجهله العالم.

 

 إن عدم ثبوتِ جريمةٍ اتُّهِمَ بها المسلمون لا يعني براءتهم ولا براءة دينهم الذي يشجّعهم على القتل ويعدهم بالثواب في الدنيا والآخرة. وأن يسدِّدَ مجرم مسدسه في وجه إنسانٍ ما يريد قتله ويخفق بذلك لأن مجرماً آخر سبقه بإطلاق الرصاص فإن ذلك لا يجعله في نظر القانون بريئاً من الاشتراك في الجريمة.

 

العالم كله أصبح اليوم ضحية هذه الإيدولوجية الرهيبة، ويكاد لا يحدث شر في مكان من هذا العالم دون أن تكون تعاليمها البشعة وراءه.

**************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط