بسام درويش / Dec 15, 2005

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن الهولوكوست "أسطورة" استخدمها الأوروبيون لإقامة دولة يهودية في قلب العالم الإسلامي.

وقال نجاد أمام آلاف المستمعين في مدينة زهدان بجنوب شرق إيران: "اليوم، خلقوا أسطورة تحت مسمى مذبحة اليهود، ووضعوها في منزلة أعلى من الله والدين والأنبياء وأعلى من أنفسهم."

وأضاف: "إذا كنتم (الأوروبيون) قد ارتكبتم هذه الجريمة الكبرى، فلماذا يتعين على الشعب الفلسطيني المقهور أن يدفع الثمن؟"

وتابع قائلا: "هذا هو اقتراحنا: قدموا جزءا من أرضكم في أوروبا أو الولايات المتحدة أو كندا أو الاسكا لهم (اليهود) حتى يتمكنوا من إقامة دولتهم."

وقال الرئيس الإيراني إن الغرب أضر المسلمين وغزا أراضيهم واستولى على ثرواتهم.

وردا على هذه التصريحات حثت إسرائيل المجتمع الدولي على "فتح عيونه" على النظام الإيراني وبرنامجه النووي.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مارك ريجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله: "نأمل أن تؤدي هذه التصريحات المتطرفة التي أدلى بها الرئيس الإيراني، إلى أن يفتح المجتمع الدولي عيونه وأن يتخلى عن أي وهم يتعلق بهذا النظام."

وكان نجاد قد أثار موجة انتقادات دولية في أكتوبر تشرين الأول عندما وصف إسرائيل بأنها "وصمة عار" يجب "محوها من على خريطة" العالم.

(بي بي سي أونلاين)

**************

عنما حصلت مذابح اليهود لم أكن أنا قد ولدت بعد، ولا السيد محمود أحمدي نجاد الذي يصغرني بحوالي العشر سنوات. وهكذا، فإننا ـ أنا وهو ـ إن عرفنا أي شيء عن تلك المذابح، فإننا نكون قد عرفناه من خلال البحث في المراجع ومشاهدة الأفلام الوثائقية وما شابه ذلك. لكن.. مع فارق واحد على الأقل.

الفرق بيني والسيد نجاد هو أنني حين قرَّرتُ الاطلاع على تلك الفترة المشينة في تاريخ الإنسانية، فقد فعلت ذلك بعقل منفتح راغب في المعرفة، على الرغم من أني ربيت وترعرعت في مجتمعٍ يعزو كل مشاكله لليهود والصهيونية حتى لو تعلق الأمر بوقوع حمارٍ في حفرة من حفر البلدية. أما السيد نجاد، فأنا على ثقة بأن غايته لم تكن المعرفة، إنما البحث عما يدعم ويثبت ما تعلمه أباً عن جد بأن اليهود هم سبب كل علة، وأنه أيضاً إذا ما حصل لهم أي شيء فليس إلا نتيجة أعمالهم أو أنهم قد اختلقوه لغاية في أنفسهم. في الحقيقة، هذا ما تعلمته أنا في المدرسة والمجتمع، وهذا ما تعلمه هو. لكن، ولأنني نشأت مسيحيا وتعلمت منذ طفولتي مبادئ المسيحية التي لا تعلم كراهية أحد، لم يكن لتعاليم المدرسة والمجتمع تأثير كبير علي. على العكس تماماً، لقد شجعتني تعاليم المسيحية على أن أكون عادلاً في محاكماتي وصريحاً في آرائي فلم يستغرب أبي مني، ولا أخي ولا صديقي ولا حتى كاهن كنيستي انتقادي لما فعله المسيحيون أنفسهم باليهود خلال فترات من تاريخهم، مخالفين بذلك تعاليم دينهم. أما السيد نجاد، فإن خروجه عما تعلمه في مدرسته وعائلته ومجتمعه لن يكون انتقادا للمدرسة أو العائلة أو المجتمع إنما سيكون انتقاداً لتعاليم دينه ووخروجاً عنه!

 

إنّ حقيقة وقوع الهولوكوست هي في الواقع أكثر ثبوتاً ـ بلا حدود ـ من قصة نزول الوحي على محمد. هناك وثائق وأفلام ومخلفات وآثار وشهود.. أما قصة نزول وحيٍ على محمد فكل الدلائل تشير إلى أنها من اختراع محمد نفسه. كل ما في القرآن هو إما نقل عن كتب اليهود والمسيحيين أو تلفيق طلع به محمد لخدمة أهدافه للسيطرة على مكة ومواردها المالية. في الحقيقة إن محمدا يشبه هتلر إلى حد بعيد. لقد كان عنصريا مثله حيث ادّعى أن قبيلته هي من اسمى القبائل واشرفها. كانت أهدافه ماليه وتوسعية. وكذلك ارتكب مذابح ضد اليهود. إضافة إلى ذلك هناك وجه شبه آخر بين محمد وهتلر: كان هتلر مجنوناً وكان محمد مصابا بمرض الصرع.

 

يخطئ من يعتقد أن هتلر قد رحل ولم يخلّف وراءه إلا حفنة صغيرة جداً موزعة هنا وهناك من الذين لا زالت تستهويهم أفكاره العنصرية. صحيح انه لم يبق بين الألمان إلا ثلة صغيرة من النازيين المخدوعين لكن هناك مئات الملايين من المسلمين الذين يعظمونه ويرون فيه بطلاً. فهناك شيء يجمعهم به وهو كراهية اليهود، وأحمد نجادي ليس إلا واحداً منهم. لكن، ما يميز أحمد نجادي هذا عن كل تلك الملايين فهو كونه رئيس دولة؛ وهذه الدولة تسعى إلى امتلاك سلاح خطير جداً!..

 

يقول نجادي إنّ الغرب أضر المسلمين وغزا أراضيهم واستولى على ثرواتهم، ولكنه يتجاهل أن أعظم ضرر لحق بالعالم وبالشرق الأوسط بالذات، هو بسبب الإسلام وغزوات المسلمين. إنّ نظرة سريعة على أحوال المسلمين وبلادهم كافية لرؤية هذا الضرر. إضافة إلى ذلك، فحين كان هناك شعب يهودي في هذه المنطقة من العالم بما فيها الجزيرة البدوية نفسها لم يكن هناك لا إسلام ولا مسلمون.   

 

هل على العالم انتظار هتلر جديد كي يتوحد ضدّه أم يجب عليه العمل على استئصاله قبل أن يستفحل خطره؟

هذه التصريحات المجنونة تعطي الحق كل الحق لإسرائيل في أن تقوم بضربة وقائية حازمة وقاضية. لكن، ربما على إسرائيل أن لا تقوم فقط بتدمير المفاعلات النووية في إيران إنما ايضاً إلقاء بضع قنابل كبيرة على مقر هذا المخبول كي يعرف كل من يخلفه بأفكاره الخطيرة مصيره سلفاً.

 

ختاماً، إذا كان هناك من "وصمة عارٍ" يتوجب على البشرية محوها من العالم، فهو هذه الإيدويولجية التي خلفها ذلك المهووس بالغزو والنهب والقتل وقطع الرؤوس. هذه الايديولوجية التي أنجبت بن لادن والخميني ونجادي والتي ستنجب الكثيرين من أمثالهم طالما بقي العالم متقاعساً عن محاربتها علناً.

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط