مالك مسلماني / Nov 11, 2008

هي زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ (33 ق ﻫ ـ 20 ﻫ/ 590 ـ 641 م)، قُرشية من فرع أسد، ولهذا تُعرف باسم زَيْنَب الأسَديَّة. أمها أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المطَّلبِ، عَمَّة مُحَمَّد. وأخوها عبدُ اللّهِ بن جحش. وقبل أنْ يتزوّجها مُحَمَّد كانت زوجة شاب يُدعى زَيْدٍ.

 

زواج زَيْنَب بمُحَمَّدٍ ليس مثله قط في تاريخ الإسلام، ولسنا مغالين إن قلنا إنه إحدى الزيجات المؤثرة في التاريخ. ولا أدل على كبير تأثيره في الإسلام أن القرآن يسجل وقائع هذا الزواج بكافة مراحلة ويرصد آثاره، ويقدم الحلول الإلهية للأسئلة الناشئة عن زواج مُحَمَّدٍ/ زَيْنَب. وقد لعب هذا الزواج دوراً هاماً في فرض الحجاب، وحتى إنّ روايات تعتبره سبباً مباشراً للحجاب؛ وأشعل نار الغيرة بين زوجات مُحَمَّدٍ؛ وبسببه أيضاً أُبطلت سنة التَّبنّي.

 

جرى الحدث الجلل في المدينة، في السنة الثالثة هجرية، وإنْ كانت روايات تقول سنة أَرْبع،[1] وأخرى سنة خمسة هجرية.[2] كان عمرُ زَيْنَب حين اقترانها بمُحَمَّد خمساً وثلاثين سنة.[3] وثمة رواية تقول إنّ مُحَمَّداً تزوجها سنة خمس هجرية، وهي بنتُ خمسٍ وعشرين سنة.[4] ونحن نميل لترجيح الراوية الثانية.

 

مُحَمَّدٌ يُزوِّجُ زَيْداً بزَيْنَب

 

كان زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ من قُضَاعة، وبينما كان مع أمه سُعْدى بن ثعلبة في طريقهما لزيارة أهل الأم، بني مَعْنٍ، أغارت عليهما مجموعة من بني القَيْنِ بن جسر، فخطفته وباعته؛ فاشتراه ابن أخي خديجة، حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، ويبدو أنّ حَكِيم كان يزاول تجارة الرقيق. ولدى إياب حَكِيم بالغلام إلى مكة زارته خديجة، فطلب منها اختيار غلام من المسترقين، فأخذت زَيْداً. ولمّا رجعت بيتها، سألها مُحَمَّدٌ أن توهبه الفتى. وتقول بعض الروايات إنّ خديجة طلبت من حَكِيم شراء صبي لها من قبل. ولعل خديجة كانت ترغب بشراء صبي شعوراً منها بحاجة مُحَمَّدٍ لفتى في البيت.

 

ولدينا رواية أخرى تحكي أنّ مُحَمَّداً اشترى زَيْداً بعكاظ، ثم أعتقه وتبناه.[5] وثمة قول يفيد أن مُحَمَّداً رآه بمكة معروضاً للبيع، فرجع إلى خديجة، وأخبرها بالواقعة، فأعطته مالاً ليشتريه، واعتبرته هديةً له.[6] والمشترك بالروايات، إنّ خديجة ساعدت مُحَمَّداً مالياً لأجل الحصول على الصّبي، وإنّ مُحَمَّداً رغب بشرائه بشدة مما يشير إلى أن محبة الصبي وقعت في نفسه.

كان عمر زَيْد ثماني سنوات لما أُخذ إلى بيت مُحَمَّدٍ.[7] وقيل كان زَيْد أصغر من مُحَمَّد بعشر سنين،[8] وهذا يعني أن عمره يزيد عن الخمس عشر سنة لدى شرائه، وهو أمر مستبعد، بل الأرجح أن زَيْدَاً كان صبياً بسن الثامنة.

 

لما وصل الخبر أبا زَيْدٍ، جاء مُحَمَّداً يعرض عليه دفع فداء ابنه، لكن مُحَمَّداً قدم اقتراحاً آخر، قال دعنا نخيّره مع مَنْ يريد الذهاب، فوافق الأب. ولما دُعي زَيْد وخيّر، قرر المكوث لدى مُحَمَّد؛ فدُهش الأب وسأل زَيْداً، كيف يفضل العبودية على أبيه وأمه وأهل بلده وموطنه، فأجابه زَيْدٌ: «إني قد رأيت من هذا الرجل شيئاً، وما أنا بالذي أفارقه أبداً». لحظتها أخذ مُحَمَّد بيد زَيْدٍ، وقال: «يا منَ حَضَرَ! اشهدوا أنَّ زَيْداً ابني أرثُه ويرثني».[9] وإذْ أعلن مُحَمَّدٌ زَيْداً ابنه وارثَاً وموروثاً، صار يُدعي زَيْد بن مُحَمَّدٍ.[10]

 

حينما شرع مُحَمَّدٌ يدعو لدينه، كان زَيْدٌ من أوائل الذين اتبعوه. ويُقال إن زَيْداً اعتنق الدين الجديد بعد الفتى علي بن طالب،[11] وهو ترتيب يضعه رابع من آمن بدعوة مُحَمَّدٍ، وقيل في رواية أخرى إنه أول من أسلم.[12]

 

بعيد هجرة المسلمين إلى يثرب، بلغ زَيْد سنّ الزواج، فاختار له مُحَمَّد زَيْنَب، ابنة عمته أُمَيْمَة. ولكن قرار مُحَمَّد لقي استهجان بعض المسلمين لأن العرف الاجتماعي، كان يمنع زواج المُعْتِقُ من المرأة الحرة.[13] ورفضت زَيْنَب طلب مُحَمَّدٍ، كما عارض أخوها عبدُ اللّهُ مُحَمَّداً في هذا الشأن. كان موقفهما نابعاً من نظرة تراتبية، ترى الاقتران برقيق سابق عاراً مهما كانت مكانة المسترق الحالية.

 

عُرف في زَيْنَب «سَوْرة من حِدّة» (ثورات غضبٍ)،[14] ولهذا رفضت طلب مُحَمَّدٍ بكبرياء، قائلةً له عندما خطبها على زَيْدٍ: «لا أرضاه لنفسي وأنا أيِّمُ[15] قريشٍ»، فأجابها مُحَمَّد: «فإني قد رضيته لكَ»،[16] فأضافت: «أنا خيرٌ منه حَسَبَاً».[17] وحينما رأى مُحَمَّد صلابة زَيْنَب، وجد أنه في حاجة إلى تدخل الوحي، فتنزلت عليه سريعاً آية تقول: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ، وَلاَ مُؤْمِنَةٍ، إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ؛ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً[18]﴾. بهذه الآية أعلن مُحَمَّدٌ وجوب التسليم لأي قرار يصدر عنه، وقال إنّ رفض طلب له هو رفض لأمر إلهي، واعتبر إباء زَيْنبَ ﴿ضَلاَلاً مُّبِيناً﴾. ولم يكن أمام زَيْنَب إلاّ أن تذعن لمشيئة ابن العم، فوافقت[19] على مضضٍ منها، كما ستبرهن الأحداث اللاحقة.

 

ثمة ما يشير إلى عامل شخصي في رفض زَيْنَب، فإضافة إلى أنّها كانت تؤمن بتفاوت أحساب القبائل العربية، وكانت تنظر باستعلاء إلى زَيْدٍ، فإن زَيْنَب كانت تخفي توقاً إلى الزواج بمُحَمَّد، وهذا ما تشي به الرواية التالية:

 

«وكانت [زَيْنَب] بنتَ عمَّةِ رسول اللَّهِ، فخطَبها رسولُ اللَّهِ فرَضيت، ورأتْ أنّه يَخْطُبُها على نفْسِه؛ فلمَّا علِمت أنّه يَخطبُها على زَيْد بنِ حارثةَ، أبَت وأنكرت، فأنزل اللَّهُ: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ، وَلاَ مُؤْمِنَةٍ...﴾».[20]

 

ثمّة رواية، تقول إنّ المعنية بالآية (سورة الأحزاب: 3/ 36) أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط، والتي وصلت المدينة بعد معاهدة الحديبية بين المسلمين وقريش. كانت أم كلثوم أول من هاجر من النساء إلى المدينة. وعندما وصلت، قالت لمحمد إنها تهب نفسها إليه، فوافق، لكنه بدلاً من أن يتزوجها، قام بتزويجها زَيْداً بعد طلاقه من زَيْنَب. فغضبت أم كلثوم وأخوها، وقالا: «إنما أردنا رسول اللّه، فزوّجنا عبده».[21]

 

ولكن تحليل البيانات التاريخية لا يسمح لنا بعزو القصة إلى أم كلثوم؛

 

فأولاً، إن الإجماع معقود في المصادر التفسيرية والتاريخية على أن الآية تتصل بمعارضة زَيْنَب وأخيها لطلب مُحَمَّدٍ؛

 

وثانياً، الآية موضع النقاش، وردت في سورة الأحزاب، وتشغل زَيْنَب في هذه السّورة مكاناً رئيساً. لا شك أن رواة كثراً تحرجوا من صورة زَيْنَب المتشامخة، بعدما صارت زوجة مُحَمَّد وأماً للمؤمنين، فقاموا بالتخفيف عن قلق نفوسهم بنقل التهمة إلى أم كلثوم. وعلى أي حال، فإنّ الرواية بصيغتها الأصلية أو بصيغتها المعدلة تظهر النظرة المراتبية في تفكير المسلمين الأوائل، ولا يزال المسلمون إلى اليوم يؤمنون برفعة العرب وسمو مكانة قريشٍ.

 

لماذا أصرّ مُحَمَّد على فرض هذا الزّواج على زَيْنَب؟

 

حسب رواية هدف مُحَمَّدٌ من وراء خطته إلى تعميق الجانب الإيماني لدى زَيْنَب: «تزوجها ليعلمها كتابَ اللّهِ وسنّة رسولِه».[22] وهذا تبرير متهافت، إذْ من غير المعقول أن يكون الزواج وسيلة تعليمية، وإنْ قبلنا إن هذه الوسيلة مخصصة لزَيْنَب، فهذا افتراض يجرح من شخصيتها، لأنه يتهمها ضمناً بالابتعاد عن الإسلام ودين ابن عمها، وإن قربها من مؤسس الإسلام لم يفدها شيئاً فوجب أن تتزوج لتتلقّن مبادئ الدين!

 

مما لا شك فيه إن اصرار مُحَمَّدٍ كان نابعاً من شعوره البنوي العميق تجاه زَيْدٍ، فأراد أن يختار له فتاةً جميلة. ونستطيع أن نتوقع أن اختياره وقع على زَيْنَب، لكونها تمت بصلة قربى إليه، وكان قادراً على فرض مشيئته عليها، وهذا يبيّن أنّ سلطة مُحَمَّد لم تكن بعد مطلقة على المجتمع المدني: أنصاراً ومهاجرين، وألاّ لكان سعى للحصول على زوجة أخرى لابنه.

 

تمّ الزّواج بالإكراه، مما جعل زَيْنَب مبغضةً لزوجها، وما «نسيت زَيْنَب قط أنّها الشريفة... ولا أساغت أن تكون تحت مولى كهذا، دخل بيت آلها رقيقاً».[23] واتسمت العلاقة بينها وبين زوجها بسوء الحال. ويبدو أن زَيْنَب سامت زوجها زَيْداً عذاباً نفسياً كبيراً، وكانت تصدّه؛ و«شمخت على زَيْد وتعاظمت عليه، وتشددت في معاملته».[24] وبعد حوالي سنة من هذا الزّواج، وزَيْد يعرف أن «زوجه لا تكن له حباً وأنّ زواجها كان رغماً عنها»،[25] بدأ زَيْدٌ يشتكي زَيْنَب.[26] كان زَيْد يرفع ظلامته لمُحَمَّدٍ، قائلاً له: «إنّها سيئة الخلق».[27] لكن مُحَمَّداً لم يكن يملك إلاّ أن يأمره بالصبر، وجاء الفرج بعد الشدة، عندما تغيّر قلب مُحَمَّدٍ.

 

طلاق زَيْنَب من زَيْد وزواجها بمُحَمَّدٍ

 

ذات مرة، قام مُحَمَّد بزيارة ابنه زَيْد ـ كما كان يُعرف حتى ذلك الحين ـ، ولم يكن زَيْد في بيته، فقامت إليه زَيْنَب في ثوب منزلي خفيف، وقيل إنّها نهضت إليه بهذه الهيئة عجلةً منها، وسألته الدخول، لكن مُحَمَّداً اعتذر وابتعد عن البيت، وهو يكلّم نفسه، وقد سمعت زَيْنَب قوله: «سبحان اللّه العظيم! سبحان مصرّف القلوب!».

 

ولدينا رواية أخرى بصدد هذه الزيارة، أوردها ابن إسحق، تقول إنّ زَيْداً كان مريضاً، فذهب مُحَمَّد يعوده، وكانت «زَيْنَب ابنة جَحْش... جالسةً عند رأس زَيْد، فقامت زَيْنَب لبعض شأنها، فنظر إليها رسول اللّه، ثم طأطأ رأسه: فقال: “سبحان اللّه مقلِّب القلوب والأبصار!”».[28]

ويبدو أن زَيْنَب ازدادت جمالاً، فقد جاء في رواية: «ثمّ أتى [مُحَمَّد] زَيْداً، فأبصر زَيْنَب، وكانت بيضاء جميلة سمينةً، ومن أتمّ نساء قريشٍ، فأعجبته، فقال: “سبحان مقلب القلوب!” ففطن زَيْدٌ، فقال: “يا رسول الله! أتأذن لي في طلاقها، فإنّ فيها كِبْراً. تؤذيني بلسانها”، فقال [مُحَمَّدٌ]: “أمسك عليك زوجك، واتقِ اللَّهَ!”».[29]

 

وتؤكد رواية أخرى إنَّ التغيّر حصل في نفسية مُحَمَّد، فبعد أنْ كان ينظر إليها بعينيْن لا قلبَ فيهما، تقلب قلبه فتنةً بها: «أبصرها بعدما أنكحها إياه [زَيْداً]، فوقعت في نفسه، فقال: «سبحان اللّه مقلب القلوب!»، وذلك أنّ نفسه كانت تجفو عنها قبل ذلك، لا تريدها؛ ولو أرادتها لاختطبها».[30]

 

ربما كانت زَيْنَب بعد على أمنيتها بالاقتران بِمُحَمَّدٍ، كما ورد في الرواية أعلاه: «فخطَبها رسولُ اللَّهِ فرَضيت ... فلما علِمت أنه يَخطبُها على زَيْد بنِ حارثةَ، أبَت وأنكرت»، فصممت على التخلص من زَيْد وتحقيق صبوتها. وكان عليها في البدء أن تخلق تحولاً في نفسيّة ابن العم، كما دل قيامها بالخفيف من الثياب.

 

بعد هذه الحادثة، شغلت زَيْنَب مكاناً راسخاً في قلب مُحَمَّد، باعتراف الآية: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ...[31]﴾، وتعلق عَائِشَة على الآية: «لو كتم رسول اللّه شيئاً مما أُوحي إليه لكتم هذه الآية».[32]

 

على أي حال، لمّا عاد زَيْد إلى بيته وسمع الخبر، أو حسب مختلف الرّوايات، حينما عرف زَيْد ما جرى من انشغال مُحَمَّدٍ بزوجته، وترددت في أذنيه عبارة: «سبحان اللّه العظيم! سبحان مصرّف القلوب!»، وتوثق أن خطباً جللاً حدث لأبيه بالتّبنّي، توجه إلى مُحَمَّدٍ، وقال له: «بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه! لعلّ زَيْنَب قد أعجبتك فأفارقها»؛ لكن مُحَمَّداً طلب منه أنْ يبقي زوجته.[33]

 

ونسأل: هل كان يكفي زَيْداً خبر الزيارة وعبارة واحدة من مُحَمَّد ليقدر بأن مُحَمَّداً قد أعجب بزَيْنَب، ويقرر التنازل عنها؟

 

لا يمكننا تقديم إجابة قاطعة، لكن بوسعنا أن نقدر بأن الاستنتاج الذي توصل إليه زَيْدٌ كان مبنيّاً على مجموعة معطيات، وليس على حادثة مفردة.

 

إذاً، بعد أن تيقن زَيْد أن زوجته زَينْب فتنت مُحَمَّداً، رأى من واجبه أن ينفصل عنها، وقد ساعدته السماء، ﻓ«أُلقِيَ في نفسِ زَيْد كراهُتها»،[34] وافترق الزّوجان: زَيْد، ابن مُحَمَّد بالتَّبنّي، وزَيْنَب. وبعد أن انتهاء أيام العدة، قرر مُحَمَّد خطبة زَيْنَب، فطلب من زَيْدٍ القيام بهذه المهمة، وقال له: «ما أجد أحداً آمن عندي منك. ائْت إلى زَيْنَب فاخطبها عليّ!».[35]

 

لم ترفض زَيْنَب ما أتى به زوجها السابق زَيْدٍ، لأنها خططته كما أرجحنا، لكنها أدركت بحذر المرأة المعتاد أن العرف الاجتماعي سيناصبها العداء كونها زوجة سابقة لابن مُحَمَّد بالتّبنّي. فقالت لِزَيْدٍ: «ما كنتُ لأحدث شيئاً حتى أُؤَامِرَ ربي». كانت زَيْنَب توحي بحاجتها لوحي ينزل مناصراً لها، مثل الوحي الذي فرض عليها الزواج من زَيْد. فكان على السماء أن تدخل، وحصل ذلك عندما كان مُحَمَّد لدى عَائِشَة يتسامر معها، إذْ أخذته «غشية فسُرّي عنه وهو يتبسّم، ويقول: “مَنْ يذهب إلى زَيْنَب يبشّرها أنّ اللّهَ قد زوّجنيها من السماء؟”» وتلا: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا﴾».[36]

 

ها هي السماء تنزّل عليه الآية ـ البشرى، تخبره:

 

أولاً، إنّ الله أجاز لهما الزواج، وبالتالي أزالت التحرّج عن زَيْنَب، التي توسلت بشكل غير مباشر مصادقة إلهية.

 

ثانياً، أعلنت الآية زَيْنبَ زوجةً بدون المراسيم والطقوس. لقد سمحت الآية لِمُحَمَّدٍ «أنْ يدخل [على زَيْنَبٍ] بلا وليّ ولا مهر ولا عقد ولا شهود من البشر».[37] وعلى هذا توجه مُحَمَّد فوراً إلى زَيْنَب بدون أي مراسيم، «فجاء رسول اللّه، فدخل عليها بغير إذنٍ».[38]

 

حكت الروايات عن مبلغ سعادة زَيْنَبَ بنزول الإجازة الإلهية، وأخبرتنا أنها سجدت شكراً للّهِ، وقالت رواية إنّها أعطت من زفّ إليها الخبر حلياً كانت عليها، وصامت شهرين.[39] هذه اللوحة الزاهية تدعم أكثر أطروحة أن زَيْنَب كانت تريد التخلص من زَيْد، وترنو صوب مُحَمَّدٍ.

 

وما أن تم الزّواج، حتى ظهرت عواقبه الخطيرة في حياة مُحَمَّد الخاصّة، ومن ثم توسع التأثير ليشمل التشريع في الإسلام؛ فتأتى على مُحَمَّد معالجة النتائج السلبية، فقرر أولاً تغيير اسم زوجته، إذْ كان اسمها «بَرَّة»، فغيره إلى «زَيْنَب».[40] كان تغيير الاسم محاولة لافتتاح تاريخ جديد.

 

عواقب الزّواج

 

أ. إلغاء التَّبنِّي

 

كان التّبنّي معروفاً قبل الإِسلام، حيث كان يُطلق على الفتى المُتَبنَّي الدّعي وعلى الفتاة الدّعية. ويصبح المُتَبنِّي بمثابة الوالد. والقوانين التي تنظم علاقة المُتَبَنِّي والمتبنَّى نفس قوانين الأبوة والبنوة، مثل التوراث.[41] مُحَمَّدٌ نفسه مارس التَّبنّي عندما أعلن زَيْداً وارثَاً وموروثاً، وبعد أن أعلن النبوة، بقي زَيْد يُدعى زَيْدُ بن مُحَمَّدٍ، مما يعنى مصادقة إسلامية على قانون التّبنّي.

 

عندما طلّق زَيْدٌ زَيْنَبَ، قام مُحَمَّد بخرق قواعد التّبنّي بزواجه من المطلقة، فوضع نفسه تحت مرمى سهام الناقدين؛ فوصفه المعارضون بأن له ﴿قَلْبَيْن﴾، فرد مُحَمَّدٌ عليهم نافياً تهمة أنّ له قَلْبَيْن، ورفض أن يكون زَيْدٌ ابنَه أو دعيّه (سُوْرَةُ الأَحْزَابِ: 33/ 4).

 

جاء وصف مُحَمَّد بأن له قَلْبَيْنِ في سياق نقد زواجه من زَيْنَب، وتتفادى التفاسير شرح غاية المجاز هنا، وماذا كان يقصد ناقدوه بهذا النعت. وتقوم المصادر بإبعاد النقد عن سياقه؛ فمثلاً، قالت رواية إنه بعد أن صلى مُحَمَّد، «فخَطر خَطْرةً [وُسوس]، فقال المنافقون الذين يُصلُّون معه: “إنْ له قَلبَيْن؛ قلباً معكم وقلباً معهم”».[42] هؤلاء المفسرون الذين أرادوا أسدال الستار عن معنى ﴿قَلْبَيْن﴾، صوروا «المنافقين» ذوي قدرة نبوية، قادرين على معرفة ما يجول في خلد مُحَمَّد!

 

وبعد أنْ نفت الآية إن لمحمد ﴿قَلْبَيْن﴾، وألغت العلاقة البنوية مع زَيْدٍ،[43] طالبت الآية التالية أن يدعى الرجل لأبيه: ﴿ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ؛ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ[44]﴾.

 

مطالبة القرآن بأن ينسب المرء لأبيه ونفيه الأبوة عن مُحَمَّد لم يوقف النقد؛ لأن الناقدين ذكروا تاريخ العلاقة بين مُحَمَّدٍ وَزَيْدٍ، وكيف كان يدعى لسنوات زَيْد بن مُحَمَّد، واستنكروا أنْ يتزوج مُحَمَّد زوجة ابنه السابقة، وهو يعلّم حرمة زواج نساء الأولاد؛ فردّت الآية، منكرة أبوة مُحَمَّدٍ: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّد أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ[45]﴾.[46]

 

وفي العصور اللاحقة، قدم الأدب الدفاعي حجةً لم تخطر على بال مؤسس الإسلام، فقالوا إنَّ زواج مُحَمَّد بزَيْنَب كان يهدف إلى إلغاء التَّبنّي بوسيلة ثورية:

 

«ولقد كان التَّبنّي نظاماً مقرراً ثابتاً في النفس العربية مشهوراً، متغلغلة فكرته في نفوس العرب [...] وكان لا بدّ لاقتلاعه من النفس العربية ـ من قارعة مشهورة تقرع حسهم، فابتلى اللّه مُحَمَّداً بأن يكون المتولي لهذه القارعة تتميماً لرسالته وقياماً بحق التبليغ. ابتلاه بأن يتزوج زَيْنَب عندما تطلقت من زوجها وصدر إليه أمر السماء، بأن يكون على أهبة ذلك.

[...] أن الأمر قد قُصد به قارعة تقرع حس العرب لكي تقتلع من نفوسهم فكرة التَّبنّي».[47]

وهذه الفكرة يقدمها كاتب شيعي أيضاً:

 

«للتخلّص من تقليد جاهلي آخر مترسب في المجتمع، حيث كان يعتبر الابن المُتَبنَّي كالابن الحقيقي، يعامله مثله تماماً في الحقوق والواجبات. ولذا فقد كلف اللّه تعالى نبيه أن يقضي على هذا التقليد الجاهلي والسنّة الخاطئة بإجراء عملي ظاهر للعيان، وهو التزوّج من زَيْنَب مطلّقة متبنّاه زَيْد».[48]

 

لا بل أن الأدب الدفاعي أضفى بعداً تعليمياً على زواج زَيْنَب الأول من زَيْد، فقال إنّ الغاية من تزويج زَيْنَب بزَيْد كان لتحقيق المساواة بين المسلمين:

 

«يأمر من اللّه تعالى أن يحطّم التقاليد الجاهلية في المجتمع العربي، ليعيشوا جميعاً تحت لواء الاِنسانية والتقوى إخوة متحابين، فقد زوّج زَيْداً من ابنة عمته زَيْنَب بنت جحش، حفيدة عبد المطلب، مع ما بينهما من الاختلاف في مستوى الانتماء القبلي والمكانة الاجتماعية».[49]

 

هل كان زواج زَيْنَب/ زَيْد زرعاً للمساواة القبلية والاجتماعية؟

 

هذه مقولة لا تجد تأييدها مطلقاً في النص القرآني الذي فرض على زَينْب الاقتران بزَيْد، إذْ إن الآية (سُوْرَةِ الأَحْزَابِ: 33/ 36) أمرتها بالامتثال لِمُحَمَّدٍ، وقالت إنّه يجب على المسلم قبول قرار مُحَمَّد، وجعلت الآية قرار مُحَمَّد قراراً إلهياً. ولم تأمر الآية زَيْنَب بالزواج على قاعدة أن المسلمين سواسية لا فرق بين قرشي وغير قرشي، ولم تصحح لها الرؤية التراتبية في تصنيف العرب.

 

ب. الحجاب

 

تشريع آخر نجم عن زواج مُحَمَّد/ زينب، ولكنه طال المرأة، فروايات كثيرة تقول إن فرض الحجاب جاء بسبب زَيْنَب،[50] وأنه غداة زواجها فُرض الحجاب على المسلمات.[51] فبعد أن أجازت السماء لِمُحَمَّدٍ الزواج بزَيْنَب، وبدون شروط ومراسيم، أقام مُحَمَّد وليمة، وقد كانت أكبر وليمة يقيمها قطّ لعروس. ولما انتهت الوليمة، وغادر الضيوف، فإن مجموعة من الرجال بقوا يتسامرون. ويحكى أن عددهم كان ثلاثة. وكانت زَيْنَب جالسةً في ناحية البيت «وكانت قد أُعطيِتْ جمالاً»، فلما تململ مُحَمَّد من وجودهم، ذهب إلى حجرة عائشة، ومكث لديها بعض الوقت، وعاد ليجد أن الثلاثة ما زالوا ماكثين بعدٌ، فعاد مجدداً إلى عائشة، وبقي لديها إلى حين مغادرة ثقلاء الظلّ، وعلى إثر ذلك، أعلن مُحَمَّدٌ الحجاب.[52]

 

يُفهم من الرواية أن آية الحجاب جاءت فور مغادرة الضيوف، ولكن ثمة قول يفيد أنها تنزلت صبيحة العرس في ذي القعدة من السنة الخامسة (أو الثالثة أو الرابعة) هجرية.[53] ويعود هذا الاختلاف إلى عدم يقينية تاريخ قران مُحَمَّد بزَيْنَب.

 

ثمة رواية أخرى، تقول إن واقعة الطعام جرت في بيت أمِّ سَلَمةَ، وإن المجموعة التي تتحدث عنها الآية كانت في بيت أمّ سلمة، وأنهم بعد أن أكلوا، أَطالُوا الحديث، فكان مُحَمَّد يدخل ويخرج، ويستحي أن يطلب منهم الرحيل.[54]

 

وتقول راوية ثالثة بشأن الحجاب، إنّ رجلاً كان يتناول طعاماً مع مُحَمَّد وعائشة، فأصابت يدها يدَ الرجل، فكره ذلك مُحَمَّد.[55]

 

ثلاث صيغ لسبب فرض الحجاب، وكلها تربط الأمر بزوجة من زوجات مُحَمَّد، وهذا يشير إلى أن التفاصيل الجزئية في حياة مؤسس الإسلام لعبت دوراً كبيراً في تشكيل المنظومة التشريعية في الإسلام.

 

لدى تحليل آية الحجاب (سُوْرَةُ الأَحْزَابِ: 33/ 53)، نلاحظ احتواءها على الأوامر التالية:

 

1. لا يجوز دخول بيت مُحَمَّد، إلاّ في حال دعوة إلى طعام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا! لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ﴾.

 

2. حينما يُدعى أحدٌ، يجب أنْ يغادر فور انتهائه من طعامه، وألا يجلس لحديث: ﴿وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ، فَادْخُلُوا؛ فَإِذَا طَعِمْتُمْ، فَانتَشِرُوا. وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾.

 

3. حظر التعامل مع زوجات مُحَمَّد وجهاً لوجه، بل السؤال ﴿مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾؛

 

4. التحذير من التفكير بالزواج من زوجات مُحَمَّد بعد وفاته: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ، وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً. إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً﴾.

 

الأمر الأخير الذي يحذر من التفكير بالزواج من زوجات مُحَمَّد، تم إضافته لاحقاً لآية الحجاب الآية، فبعد أن قرر مُحَمَّد فرض الحجاب على زوجاته، قال طُلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: «لئن ماتَ مُحَمَّدٌ لأتزوّجن عَائِشَة». وفي لفظ آخر: «يتزوّج مُحَمَّد بناتَ عمَّنا، ويحجبهنّ عنا. لئن ماتَ لأتزوّجن عَائِشَة من بعده».[56] والصّيغة الثَّانِيّة، إنَّ طُلْحَةَ، قال: «ما الَّذِي يغنيه حجابهنّ اليوم! وسيموت غداً فننكِحُهُنّ».[57] أثار إعلان طُلْحَةَ غضب مُحَمَّدٍ، فأضاف قانوناً جديداً إلى آية الحجاب.

 

ﺠ. إشعال الغيرة

 

حينما انفرد مُحَمَّد بِزَيْنبَ بعد الوليمة «باتت عَائِشَة ليلتها فريسة الغيرة... وكذلك غارت نساء النبي، وضقن بهذه العروس الجديدة: تعتز بجمال وشرف وقربى من رسول اللّه، وبأن اللّه هو الذي زوجها».[58] وستبقى عَائِشَة تتأجج غيرةً لجمال زَيْنَب، وساخطةً من تدخل السماء.[59]

كان لهذا الزواج أثراً خطيراً في بيت مُحَمَّد، فمنذ ساعته الأولى خلق حزازات بين النساء، ولن تكف النّساء عن صنع المكائد؛ فبقي بيت مُحَمَّد ناغلاً بالخلافات والأقاويل. ثم انقسم بيت مُحَمَّدٍ إلى حلفيْن: الأول، عَائِشَة وحليفتها حفصة؛ الثاني، زَيْنَب والنساء الأخريات. وبسبب ذلك الانقسام عانى مُحَمَّد من المتاعب الأسرية. وعندما تناولت الألسن عَائِشَة بالسوء في قضية الإفك سنة (6 ﻫ/ 628 م)، فإنّ حَمْنَةُ بنت جَحْشٍ، ومن أجل أن تبعد عَائِشَة عن بيت مُحَمَّدٍ، شاركت بفعالية في ترويج الاتهامات ضد عَائِشَة.[60]

 

الخاتمة

عندما كانت الضرائر يتشاجرن، كانت زَيْنَب تفتخر على بقية نساء مُحَمَّد بأنّ أمر زواجها نزل من السماء.[61] وذات مرة أردات زَيْنَب إسكات عَائِشَة، فذكّرتها بأن الله عقد قرانها، قائلةً: «أنا الذي نزَل تزويجي».[62]

 

وكان من حق زَيْنَب أن تفتخر بأن الله زوّجها مرتيْن: الأولى بزَيْدٍ، والثانية بِمُحَمَّدٍ.

 

وكان يجب أن تقول إنَّ الزواج منها كان وراء إلغاء سنّة التَّبنِّي. وأنه بسببها، أو على الأقل، جزئياً بسببها، فُرض الحجاب.

 

وكان يحق لها أنْ تتعالى على نساء مُحَمَّدٍ لأنها الزوجة الوحيدة التي رسم القرآن عواطف مُحَمَّد تجاهها (الأحزاب: 33/ 37).

 

زوجتان مارستا تأثيراً في تطور الإسلام في المدينة:

 

الأولى، عَائِشَة والتي كادت أن تسبب شقاقاً في الجماعة الإسلامية إبان حياة مُحَمَّد بسبب حادثة الإفك. ولم تتوقف عَائِشَة عن إثارة المشاكل في بيت الزّوجية. وبعد رحيل مُحَمَّد شاركت عَائِشَة بفعالية في ميدان السياسة، فناوءت عثمان وحرضت عليه؛ ثم حاربت علياً مريقة دماء آلاف المسلمين. وبشكل ما ساهمت في عملية الانقسام داخل الجماعة الإسلامية الأولى ونشوء الفرق.

 

الثانية، والتي لم يكن لها أي دور في الميدان العام، ولم تدخل السياسة، وكان يُعرف عنها الميل للزهد، والإكثار من الصلاة؛[63] إلاّ إنّ ظروف زواجها بزَيْد وبعد ذلك بمُحَمَّد استدعى من مُحَمَّدٍ إبطال التَّبنّي وفرض الحجاب، وهذه مسائل دخلت في شريعة الإسلام.

 

وأما الفرق بينها وبين ضرتها عائشة، قوية الشكيمة، فهو أن عَائِشَة تركت أثراً خطيراً في التاريخ بممارستها العملية للسياسة، في حين أن زَيْنَب تركت أثراً في التشريع الإسلامي عفواً، فلم يكن لها يد في القوانين التي استحدثها مُحَمَّدٌ.

 

* * *

 

كانت زَيْنَب زوجة مُحَمَّد الرّابعة، وبعدها عقد مُحَمَّد ست زيجات.[64] توفيت زَيْنَب سنة (20 ﻫ/ 641 م) في زمن حكم عمر بن الخطاب، وهي أوّل من تُوفي من زوجات مُحَمَّد بعد وفاته،[65] وكان لها من العمر ثلاث وخمسون سنة.

 

أما زَيْد، فغدا مِزْوَاجاً، ما إنْ يتزوج بامرأة حتى ينتهي أمره معها بالطلاق، وهي علائم لافتة لاضطراب نفسي، ولا أدلّ على عدم استقراره، تفضيله العبودية على الرجوع مع أبيه، وبعد ذلك الذهاب بنفسه لخطبة زوجته السابقة على مُحَمَّدٍ! وبعد تكرار زيجاته الفاشلة، زوّجه مُحَمَّد أمّ أيْمَن، حاضنته، ومولاته [عتيقته]، وجعل له الجنة، فولدت له أسامة.[66] قُتل زَيْدٌ في معركة مُؤتَةَ (8 ﻫ/ 629).

 

ــــــــــــــــــــــ

[1] سبل الهدى والرشاد: 12/ 108.

[2] أسد الغابة: 6/ 129؛ إمتاع الأسماع: 6/ 61.

[3] سبل الهدى والرشاد: 12/ 108.

[4] سير أعلام النبلاء: 2/ 217.

[5] السمط الثمين، 175.

[6] أسد الغابة: 2/ 351؛ معرفة الصحابة، ص 1136.

[7] أسد الغابة: 2/ 350 ـ 351؛ ابن سعد: 3/ 39.

[8] ابن سعد: 3/ 42.

[9] ابن سعد: 3/ 40.

[10] بنت الشاطيء، 281 ـ 282.

[11] معرفة الصحابة، 1136، 1137.

[12] معرفة الصحابة، 1137.

[13] نساء حول الرسول، ص 91.

[14] السمط الثمين، 178.

[15] الأيِّمُ: المرأةُ بلا زوجٍ، بِكْراً أو ثيِّباً.

[16] ابن سعد: 10/ 98.

[17] تفسير الطبري: 19/ 113؛ تفسير ابن كثير: 11/ 167.

[18] سُوْرَةُ الأَحْزَابِ: 33/ 36.

[19] تفسير الطبري: 19/ 112.

[20] تفسير الطبري: 19/ 113.

[21] تفسير ابن كثير: 11/ 167؛ الكشاف: 5/ 70.

[22] أسد الغابة: 6/ 129.

[23] بنت الشاطيء، 283. عبارة: «مولى كهذا» تتضمن تصغير، ولاحظ أنها تصدر عن كاتبة حديثة، تنافح عن عظمة الإسلام!

[24] الزواج في الإسلام وأزواج النبي، ص 103.

[25] نساء حول الرسول، ص 92.

[26] تفسير ابن كثير: 11/ 171.

[27] إمتاع الأسماع: 6/ 60.

[28] السيرة النبوية لابن إسحاق، ص 283.

[29] السمط الثمين، 174 ـ 175.

[30] الكشاف: 5/ 71. وفي عبارة أخرى: رأها مُحَمَّد: «فأعْجبَتْه» (تفسير الطبري؛ إمتاع الأسماع: 6/ 60).

[31] سُوْرَةُ الأَحْزَابِ: 33/ 37.

[32] الكشاف: 5/ 72.

[33] ابن سعد: 10/ 99.

[34] تفسير الطبري: 19/ 115، قارن: الكشاف: 5/ 71.

[35] ابن سعد: 10/ 99، 101؛ الكشاف: 5/ 71. [في صيغة أخرى: «أوثق في نفسي منك»].

[36] سُوْرَةُ الأَحْزَابِ: 33/ 37؛ ابن سعد: 10/ 99؛ الإصابة: 8/ 92.

[37] تفسير ابن كثير: 11/ 172.

[38] ابن سعد: 10/ 101؛ أسد الغابة: 6/ 129.

[39] ابن سعد: 10/ 100؛ إمتاع الأسماع: 6/ 61.

[40] أسد الغابة: 6/ 129 ـ 130؛ إمتاع الأسماع: 6/ 61.

[41] الإصابة: 8/ 92.

[42] تفسير الطبري: 19/ 6 ـ 7؛ تفسير ابن كثير: 11/ 113.

[43] سُوْرَةُ الأَحْزَابِ: 33/ 4.

[44] سُوْرَةُ الأَحْزَابِ: 33/ 5.

[45] سُوْرَةُ الأَحْزَابِ: 33/ 40. الجزء الثاني من الآية يقول: ﴿لَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾.

[46] السمط الثمين، 172، 174.

[47] شريعة القرآن، 22 ـ 23. وتكرر الفكرة نفسها في: الزواج في الإسلام وأزواج النبي، ص 104 ـ 105.

[48] السيرة المحمدية، جعفر السبحاني، ص 154.

[49] السيرة المحمدية، جعفر السبحاني، ص 154. لاحظ عبارة الكاتب: «مع ما بينهما من الاختلاف في مستوى الانتماء القبلي والمكانة الاجتماعية» رغم أن الكاتب يدّعي أن الزواج جاء لإقرار المساواة بين القبائل، لكنه وبعد أربعة عشر قرناً ما زال ينظر للقبائل العربية بعين قريش.

[50] أسد الغابة: 6/ 130.

[51] بنت الشاطيء، 290.

[52] سُوْرَةِ الأَحْزَابِ (33/ 53). تفسير الطبري: 19/ 162. يخبرنا صاحب أعلام النساء أن مُحَمَّداً وبعد أن تململ من الرجال الثقلاء، ذهب إلى حجرة عائشة، ومشت زَيْنَب معه، ولما بلغا باب حجرة عائشة، ظن مُحَمّدٌ أن الرجال قد غادروا، فعاد وعروسه، ليجدا أن الضيوف في مكانهم بعد، فعادا من حيث آتيا ثانيةً فثالثةً، ولمّا لم يتحرك الثقلاء، أسدل مُحَمَّدٌ الستر بينه وبين الرجال، ونزلت آية الحجاب (أعلام النساء، كحالة: 2/ 60).

[53] تفسير ابن كثير: 11/ 202.

[54] تفسير الطبري: 19/ 166.

[55] تفسير الطبري: 19/ 167.

[56] السِّيرةُ الحَلبيَّة: 1/ 448.

[57] ابن أبي الحَدِيد المُعْتَزِليّ: 1/ 144 ـ 145.

[58] بنت الشاطيء، 291.

[59] ابن سعد: 10/ 99.

[60] عالجنا المؤامرات النسائية في دراسة متاعب في بيتِ مُحَمَّد ـ قراءَة في سُورةِ التَّحريم؛ وقضية الإفك في دراسة حديث الإفك.

[61] أسد الغابة: 6/ 129.

[62] تفسير الطبري: 19/ 118.

[63] سبل الهدى والرشاد: 12/ 111.

[64] الزواج في الإسلام وأزواج النبي، ص 95.

[65] أسد الغابة: 6/ 131.

[66] ابن سعد: 3/ 43 .

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط