بسام درويش / Aug 03, 2007

سؤالان من: ن. ش. عن "ذو القرنين" وعن مصطلح "الكفار والمشركين"

السؤال الأول: ورد في سورة الكهف اسم "ذو القرنين" أكثر من مرة. من هو ذو القرنين هذا برأي المفسرين؟ ومن هو برأيكم؟ ومن أين جاءت مخيلة محمد بهذا اللقب؟

السؤال الثاني: ما هو الفرق بالضبط بين مصطلحي "المشركون" و"الكفار"؟ هل عنى محمد بالمشركين وثنيي مجتمعه فقط أم أن المصطلح يشمل أهل الكتاب؟ وهل يشمل بالمقابل مصطلح الكفار كل غير المسلمين أم فقط أهل الكتاب؟

أرجو عدم نشر اسمي لأسباب شخصية.

وشكراً سلفاً.

===================

رداً على سؤالك الأول، هناك دراسة عن هذا الموضوع قمت بترجمتها مؤخراً، وهي منشورة على موقع كاتب الدراسة:

http://www.muslimhope.com/Arabic/ZulQarnain_Arabic.htm

 

أما بالنسبة لسؤالك الثاني، فإن مصطلح الكفار يشمل كل من لا يؤمن بمحمد، وهذا يعني المسيحيين واليهود الذين يسميهم أيضاً بأهل الكتاب.

أما بالنسبة لمصطلح "المشركون" فهو يعني عبادة ألهة أخرى بالإضافة إلى الله.  وعلى الرغم من وجود أماكن عدة في القرآن تشير إلى الكفار والمشركين كفئتين مختلفتين، فإن هناك آيات تتهم المسيحيين واليهود بالشرك، وهذا يظهر ما في القرآن من تناقضات تعكس مصالح محمد. 

ـ "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنَّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار"(المائدة 5 : 72).

ـ "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاَّ إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنَّ الذين كفروا منهم عذاب أليم"(المائدة 5 : 73).

ـ "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يُهلك المسيح ابن مريم وأمَّـه ومن في الأرض جميعاً ولله مُلك السماوات والأرض وما بينهما يخلُقُ ما يشاءُ والله على كل شيء قدير"(المائدة 5 : 17).

ـ "وقالت اليهودُ عُزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنَّى يؤفَكون"(التوبة 9 : 30).

وعزير هو عزرا أحد أنبياء اليهود وليس في العهد القديم أي ادعاء ببنوة عزرا لله وهنا يظهر اختلاط  الأمور على محمد إذ بنى قرآنه على ما كان يسمعه أو يفهمه خطأ من بعض الناس.

 

وهاك رأيٌ من وجهة نظر إسلامية يؤكّد ما قلته، أنقله لك من موقع الشيخ حامد ابن عبد الله العلي http://www.h-alali.net

وفيه يرد الشيخ المذكور على رسالة من مسلم يسأله فيها عن حكم صلاة المسلم في الكنائس إظهاراً للتسامح. إليك رسالة المسلم وجواب الشيخ:

========

«السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل لدي سؤالان:
1 ـ رجل قال لأخته علي الحرام لا تستعملين ثيابي كي يردعها و هو لا يقصد طلاق زوجته، ثم إن أخته استعملت ثيابه فترك الثياب لها فماذا عليه في هذه الحالة، هل هذه تعتبر يمين وليست طلاق و هل عليه كفارة يمين مع أنه ترك الثياب لها وما هي كفارة اليمين في هذه الحالة
2 ـ سؤال هام جدا جدا:
نحن نعيش في مدينة كندية فيها مسجد، ويوجد لجنة لإدارة شؤون هذا المسجد خصوصا والجالية عموما، لكن بعد الأحداث أخذت المفاهيم و الثوابت الدينية تتعرض لتشويه خطير على النحو التالي:

ـ طبيب أسنان يعمل في مجال الدعوة فيخطب أحيانا و يعطي دروس أحيانا أخرى و كي يبرهن أن المسلمين حملان وديعة أخذ يحرف مفهوم الجهاد و أنه جهاد النفس والهوى وأن الجهاد لم يقترن بالقتال إلا في عهد صلاح الدين، ثم بعد ذلك ظهر في إذاعة محلية قائلا أنه على المسلمين أن ينفتحوا على الواقع وأن يذهب المسلمون للصلاة في كنائس النصارى) صلاة إسلامية) وأن يأتي النصارى للصلاة في المسجد (صلاة مسيحية.(
ثم كانت قاصمة الظهر عندما أقيم حفل عشاء لجمع التبرعات من أجل إتمام بناء تابع للجامع (الحفل كان مختلطا أي رجال و نساء كثير منهن سافرات (مودرن) يجلسون على نفس الطاولة وكذلك استأجروا لإدارة المطبخ وتوزيع العشاء للحضور طاقم بنات كنديات (نصرانيات) غير محتشمات وليس شباب نصرانـي ـ مع أن المسلمين كثرـ لإظهار رقي المسلمين و سماحتهم ودعي لهذا الحفل شخصيات نصرانية أعضاء برلمان وكان من جملة المتحدثين هذا الطبيب وبعد أن تكلم بكلام كثير يثير السقم كانت القاصمة عندما قال أننا كلنا مؤمنون بالله لا فرق بيننا (أي مسلمين و نصارى) فأنا أعبد الله بالطريقة التي أوحى الله إلي بها، و بوب وود Bob Wood )النصراني) يعبد الله بالطريقة التي أوحى الله إليه.

ـ دكتور مهندس مدني قال في خطبة عيد الأضحى أنه ما ينبغي أن نقول عن اليهود والنصارى أنهم كفار فنحن مؤمنون وهم مؤمنون بشكل آخر.

رجاءا حارا جدا أن تبينوا لي و للأخوة هنا ما هو حكم هذين الرجلين خصوصا و كل من يوافق على هذا الكلام عموما و لا سيما إمام المسجد الذي لا ينكر عليهما أبدا هذا الكلام، فهل تجوز الصلاة خلف أي من الطبيب أو الدكتور المهندس أو إمام المسجد إذا لم ينكر عليهما و يبين للجالية خطأ ما سمعوه،
الرجاء الرد بأسرع وقت ممكن لأن المسألة فيها صلاة خلفهم
سائلين المولى عز وجل أن يهيأ لكم بيان الحق و أن يحييكم على ما يرضيه و أن تلقوه على ما يرضيه

****************  
جواب الشيخ:
«وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي قال علي الحرام لاخته ثم حنث، يكون عليه كفارة يمين إطعام عشرة مساكين او كسوتهم من الثياب التي تجزيء في الصلاة من اوسط الطعام أو الكسوة، لان الله تعال قال (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) ثم قال (قد جعل الله لكم تحلة أيمانكم) ـ فسمى التحريم يمينا والله أعلم
 أما الرجل الذي دعا المسلمين إلى أن يصلوا مع النصارى فإن قصد أن يصلوا صلاة المسلمين، فقد افترى على الله تعالى والواجب عليه التوبة مما قال، ذلك أن الله تعالى حرم على المسلمين أن يمكثوا في موضع يخوض فيه الخائضون في آيات الله تعالى، فكيف بأن يشركوا بالله تعالى، والمسلمون مع ذلك يظهرون الموافقة لهم ويصلون في الموضع الذي يشركون فيه بالله تعالى لاظهار الدعم والتاييد والتعاضد معهم، سبحانك هذا بهتان عظيم، وقد قال تعالى (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تعقد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) ـ
وقد علم من الادلة الكثيرة من نصوص الكتاب والسنة ان من يتولى الكفار ويوافقهم على دينهم الباطل فإنه يكون مثلهم قال تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) ـ
ـــــــــــ
هذا إن كان قائل ذلك يعتقد بطلان دين النصرانية وأنه كفر وشرك بالله تعالى، وإنما حمله على مقال درء شرهم واتقاء فتنتهم
ـــــــــــ
أما إن كان هذا القائل يعتقد صحة صلاة النصارى لصحة دينهم، ولهذا دعا المسلمين أن يصلوا
صلاة النصارى، والاخر الذي قال إن النصرانية طريق إلى الجنة كالاسلام، فقد أنكر كل منهما ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وأتي كل منهما بابا عظيما من أبواب الكفر لاشبهة فيه، وكفى به إثما مبينا ـ
ـــــــــــ
هذا وكان يمكنهما أن يعقدا اجتماعا مع النصارى ويطمئنونهم بأن المسلمين لايعتدون ويبغضون الظلم وأنهم يرفضون كل ما من شأنه أن يسبب أذى لاهل البلاد من الكنديين وغيرهم، وانهم يشكرونهم على السماح لهم بالبقاء في بلادهم آمنين، وأنهم لن يجدوا من الجالية الاسلامية أي تصرف يسيء إلى بلادهم ونحو هذا الكلام مع بيان أن الاسلام دين يحث على العدل والرحمة والله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، ولاحاجة بالمسلم إلى أن يقول الكفر حتى يرضي النصارى عليه فإنا لله وإنا إليه راجعون ـ
ـــــــــــ

والذي قال إن المسلمين عليهم أن يصلوا في كنائس النصارى معتقدا صحة دين النصرانية، ودعا النصارى أيضا يصلون في المساجد، وكذلك الذي قال إن النصرانية بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هي أيضا طريق للجنة كالاسلام، قد أتى كل واحد منهما ناقضا من نواقض الاسلام المجمع عليهاـ
ـــــــــــ
ذلك أن الله تعالى أخبر أن النصارى مشركون بالله قال تعــــــالى) لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) ـ وقال (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وقال تعالى عنهم (قل أتعبدون من دون الله مالايملك لكم ضرا ولانفعا والله هو السميع العليم)، وقال تعالى (وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدو إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) ـ
ـــــــــــ
فمن أباح لنفسه أن يصلي صلاتهم التي يعبدون فيها المسيح عليه السلام ومريم عليها السلام فهو مرتد كافر بإجماع العلماء لانه استحل الشرك بالله، وإذا كان من يستحل شرب الخمر والزنا يكفر فكيف بمن يستحل الشرك بالله تعالى، مع أن الشرك يكفر فاعله حتى لو لم يستحله فكيف إن استحله
ـــــــــــ
وعلم بذلك أن حكم من يقول إن الاسلام والنصرانية سواء وأن من اتبع النصرانية يدخل الجنة حتى وإن كذب بمحمد صلى الله عليه وسلم وأشرك بالله كما هو حال كل النصارى، حكمه نفس حكم من يجيز للمسلم أن يصلي صلاة النصارى، لان مكذب للقرآن في قوله تعالى (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) وقال (إن الدين عند الله الاسلام) ـ
وقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لايسمع بي يهودي ولا نصراني ولا يؤمن بي إلا أكبه الله في النار، فمن يزعم أن النصارى ناجون في الاخرة مع تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر مرتد مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بإجماع العلماء، وكل يهودي أو نصراني يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر أيضا بموسىوعيسى وبكل الانبياء عليهم الصلام، لان الكفر بنبي واحد كالكفر بكل الانبياء، هذا إن كان يعتقد وحدانية الله ولايعبد سواه، فكيف إن كان مع ذلك يشرك بالله تعالى وينسب له الولد ويعبد غيره ؟!!ـ
ــــــــــ
والواجب أن تقام الحجة على من قال هذا الكفر الشنيع وعلى من دعا المسلمين إلى أن يصلوا صلاة النصارى، أو صحح دين النصارى، أو زعم أنه تحصل به النجاة في الاخرة، فإن تاب مما قال ورجع إلى الاسلام فالحمد لله تعالى، وإن أصر فلا تصح الصلاة وراءه والواجب أن ينحى حتى يراجع أمره ويهتدي إلى رشده

"قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون"(آل عمران 64).

*************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط