جاءني صديق زائراً لشأن له في إحدى السفارات فرأيته يتوضأ استعداداً للصلاة فسألته:
ـ ألم تستحمّ قبل دقائق؟ 
فأجاب : بلى فعلتُ .
ـ فما حاجتك إذاً الى تكرار الغسل؟ 
أجاب: هذا فرض .
ـ وما الغرضُ من هذا الفرض؟ 
أجاب: النظافة والطهارة .
ـ ألست الان نظيفاً؟
أجاب: بلى أنا نظيف 
ـ فإن كنت كذلك فلمَ تنظف نفسك ثانية؟ .
أجاب: أفعل ما أمر به الله .
ـ ولماذا أمرك الله أن تفعل هذا؟ 
أجاب: لأحافظ على نظافة الجسد فلا أقرب الصلاة والكتاب إلا طاهراً.
ـ ولكنك قلت قبل قليل إنك نظيف؟
أجاب: صحيح هذا، ولكن الوضوء وضوء وهو فرض واجب الاتباع .
ـ لماذا يجب أن يكون الوضوء واجب الاتباع إذا كان الغرض منه النظافة؟ وأنت الان نظيف؟ 
أجاب: للوضوء شروط معلومة لايجوز التفريط بها .
ـ وما هو النفع الذي سيكسبه الله من تحقيق هذه الشروط؟ 
أجاب:  الله أعلم .
ـ وما هو الضرر الذي سيحل بالذات العلية إذا أنت أخللت بهذه الشروط؟
أجاب: إذا أخلَّ المؤمن ناله العقاب 
ـ وكيف تعلم أن الله سيعاقبك إذا أخللت ولا تعلم النفع الذي سيجنيه إذا التزمت؟ .
أجاب:  قد قيل لنا هذا والله أعلم .
ـ وهل كل ما قيل صحيح؟ 
أجاب: نعم. 
وهنا كففت عن مساءلته مشفقاًعليه من أن يناله مني حرج أو استثقال. ومضيت الى شأنٍ لي حتى يفرغ من صلاته وأنا أقول في نفسي:
ـ كيف لعقلٍ اسيرٍ مستعبدٍ كهذا العقل أن يُسهمَ بفتح من فتوحاتِ العلم والحضارة والتمدن!!
============= 
(ليساندرو: الاسم الحقيقي لدى الناقد)
            
            
            
                المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط