بسام درويش
/
Jul 16, 2006
يقول رئيس الوزراء اللبناني أن العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في لبنان هي اعتداء على دولة مستقلة، وبناء على ذلك فإنه يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا الاعتداء.
لكن:
هل لبنان حقاً دولة مستقلة؟
***********
يحكم لبنان رئيس جمهورية منصّب ومدعوم من قبل سوريا.
الهيئتان التنفيذية والتشريعية في لبنان تضم وزراء ونواباً عملاء لجهات خارجية، يرفعون تقاريرهم المفصلة عن كل ما يجري وراء الأبواب المغلقة إلى حكومتين أجنبيتين ـ على الأقل ـ هما سوريا وإيران.
جزء كبير من الأراضي اللبنانية، لا بل أهم جزء منها وهو الموازي للحدود مع إسرائيل، تحكمه قوات منظمة إرهابية لا سلطة للحكومة اللبنانية عليها بأي شكل من الأشكال.
بقية الأراضي اللبنانية تخضع لسيطرة أحزاب وميليشيات ومؤسسات ـ إذا كان هناك للحكومة من أي تأثير عليها فإنه عن طريق "المباوسات" و"مسك الشوارب".
***********
منظمة "حزب الله" الإرهابية التي تسيطر على الجنوب، تملك من الأسلحة المتطورة ما لا يملكه الجيش اللبناني. هذه المنظمة تدير شؤون الجنوب بكل نواحية الإدارية والاجتماعية والتعليمية. وهذه المنظمة أيضاً، تتعامل وكأنها دولة مستقلة مع إسرائيل، لا بل إنها تتصرف وكأنها هي المرجع الأعلى في لبنان والهيئة المسؤولة الأولى والأخيرة عنه. أما ما هو أخطر من كل ذلك، فهو أن هذه المنظمة قد اصبحت تعتبر نفسها دولة ذات مسؤولية تجاه ما يجري في كل مناطق الشرق الأوسط من فلسطين إلى العراق والخليج وإيران وأية بقعة إسلامية أخرى.
ما تقوم به إسرائيل الآن من عمليات في لبنان ليس اعتداء على دولة مستقلة، إنما على العكس من ذلك تماماً، إنه بالحقيقة مساعدة عظيمة تقدمها لدولة جارة لاستعادة استقلالها وسيطرتها على أراضيها كلها. ولأنه من مصلحة أية دولة ديموقراطية حرة أن تتمتع الدول والشعوب المجاورة لها بانظمة حرة وديموقراطية وذات سيادة، فإنه لمن الطبيعي أن لا تكون عمليات إسرائيل الحالية لغاية زعزعة الحكومة اللبنانية إنما لمساعدتها على استعادة هيبتها وسيطرتها على أراضيها.
من ناحية اخرى، فإن ما أفرزته هذه العملية العسكرية على الساحة اللبنانية هو درس مهم على العالم أن يستفيد منه. فالصواريخ التي اطلقها حزب الله على حيفا وصفد وطبريا، وإعلانه عن امتلاك صواريخ قادرة على إصابة تل ابيب، وضرب البارجة الإسرائيلية في عرض البحر بطائرة دون طيار، كلها أمور يجب ان تفتح أعين العالم الحر على ما يواجهه من خطر متصاعد من قبل المنظمات الإرهابية وبالتالي من الأنظمة الدكتاتورية والثيوقراطية التي تدعم هذه المنظمات. على العالم أن يدرك الآن، أن الاستهانة بما تمثله هذه المنظمات من خطر، والتهاون مع الدول التي تدعمها وتمولها، سيكون خطأ جسيماً ذا كلفة مرتفعة. بعبارة أخرى، لقد آن للعالم أن يدرك بأن عليه أن يتكاتف لأن حرباً بين قوى الظلام والنور وبين الحضارة والهمجية، ستكون حربا مكلفة جدا في المستقبل، وانطلاقا من ذلك، فإن خوضها الآن، وعلى كل الجبهات، سيكون أقل تكلفة.
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط