بسام درويش / Jan 15, 2008

يا له من موقفٍ صعبٍ ورهيبٍ يعيشه إنسانٌ وهو يقف في قاعة محكمةٍ أمام قاضٍ ينتظر حكمه في جريمة اتُّهِمَ بارتكابها...! موقف يرى فيه حياته معلقة على كلمة واحدة تصدر من فم ذلك القاضي: بريء... أو مذنب!

كلمة "بريء" ستعني الحرية، وكلمة "مذنب" ستعني العقاب. وهذا العقاب قد يكون سجناً لفترة قصيرة، أو طويلة، أو لمدى الحياة، أو ربما الموت...!

لا أعرف إذا كان بإمكاني أن أتخيل ماذا يجول في فكر إنسانٍ يعيش وضعاً كذلك الوضع، لكني أعرف يا سيدتي أنك أنتِ، لستِ في حاجة للذهاب بعيدا في خيالك كي تتصوري موقفاً كهذا. إنه موقفٌ تعيشينه كل يوم وكل لحظة من لحظات حياتك.

في أية لحظة من لحظات يومك، قد يدخل زوجك إلى البيت ليفاجئك دون سابق إنذارٍ بحكمٍ لا عودة عنه ولا حق لكِ بدفاعٍ ضدّه: أنتِ طالق... طالق... طالق!

كلماتٌ قد يكون حكم الموت أخفَّ وطأةً عليك من سماعها.  كلماتٌ ستخرجين بعدها من بيتك إلى الطريق، أو إلى بيت أهلك... هذا، إذا كان لا زال لكِ أهلٌ بإمكانهم أن يؤمّنوا لك مكاناً بينهم. لن تحملي معك شيئاً سوى قيمة الصكّ الذي اشتراك رجُلُكِ بموجبه حين عقد اتفاق البيع مع ذويك. قيمة هذا الصك قد تكون بضع دراهم أو ثوباً أو نعجةً كما قرر لك محمد في سُنَّته، وقد تكون قيمته بضعَ آلاف أو حتى مليوناً من الدولارات إن أسعدك حظك وكان رجلك من الأثرياء. لكن، مع ذلك، ستجدين أن لا شيء يعوّضك مهما بلغت قيمته عمّا لحقك من ذلٍّ وأنت تُطردين من بيتك دون أي ذنبٍ ارتكبتِهِ.    

لا يحق لك أن تسألي عن السبب الذي دفعه إلى إصدار هذا الحكم بحقك. كذلك، لا لزام عليه من جهته أن يبرّر لك حكمه. لو كنتِ تقفين أمام قاضٍ متهمة بارتكاب جريمة، لكان على القاضي أن يتلو عليك مبررات الحكم، لكن في حالةٍ كهذه، ليس هناك من داعٍ لأيّ مبررٍ على الإطلاق...! قد يكون السبب أنك لا تنجبين، أو ربما لأنّك لا تنجبين إلاّ البنات. وقد يكون السبب أنك كبُرتِ وقد وجد رجلك عوضاً عنك صغيرة تملأ حياته وتعيد إليه شبابه. وقد يكون السبب طبخةً طبختِها فكان ملحها زائداً عن الحدّ. كما قد يكون السبب أنه غضب خلال معاملة تجارية أو حديث مع أحد الناس فأقسم بالطلاق ثلاثاً إن لم يحصل كذا وكذا. لا بل قد يكون أقسم بالطلاق مازحاً وهو يلعب الورق مع أصحابه. لقد طلّق نبيّك سودة بنت زمعة دون سبب على الإطلاق. في الحقيقة، كان السبب الوحيد وراء قراره بتطليقها هو أنه لم يعد يجد الوقت الكافي لكل الجواري اللواتي كان يمتلكهنّ، والدليل على ذلك أنه حين عرضت عليه سودة التنازل عن ليلتها لعائشة ـ جاريته الطفلة ـ قبل فوراً بإبقائها على عصمته.  

 

عودة رجلك عن قراره الذي اتخذه بطلاقك هو بيده وحده، لكنَّ هناك ثمناً لعودته. ما يدعو للسخرية حقاً أنك أنتِ التي تدفعين الثمن وليس هو على الرغم من أنه هو الذي تسرّع فأخطأ. وهذا الثمن باهظ جداً لا يقدّر بمال، لأنه على حساب كرامتك. فلتصحيح خطأ رجلك، عليك أن تعقدي صفقة زواج مع رجل آخر تنتهي بالطلاق بالثلاث مرة أخرى ليحق لمالكك الأول استرجاعك. هذا العقد يجب أن يكون جدّياً بمعنى أنّه يجب تنفيذ جميع شروطه، ومن شروط عقد النكاح أو الاسترقاق أن يذوق المالك الجديد عسيلتك وأن تذوقي أنتِ عسيلته كما أحسَنَ نبيّك التعبير. وبدون ذلك لا تكتمل شروط العقد. هذه العملية تُعرَفُ بـ "التجحيش"، ويا لهذه التسمية من إهانة!

بعبارة أخرى يا سيدتي ـ وأعتقد أنك ككلّ مسلمة تعرفين ذلك تماماً ـ عليك أن تنامي مع المالك الجديد في فراشه فيجامعك ثم يطلقك قبل أن يحق لمالكك الأول أن يستعيدك!

جاء في حديث رواه البخاري أنّ امرأة أتت لعند محمد وقالت له: يا رسول الله إن زوجي طلقني وإني تزوجت غيره فلم يقربني إلا مرة واحدة ولم يصل مني إلى شيء فهل أحِلُّ لزوجي الأول؟ قال محمد: لا تحلين لزوجك الأول حتى يذوق الآخر عسيلتك وتذوقين عسيلته(1)!

يا لها من تشريعات شنيعة مقرفة ومهينة!

كتب أحدهم إلى مفتيّ يسأله: "طلبت مني زوجتي الطلاق على سبيل المزاح وقلت لها على الفور بالعشر، [أي ليس بالثلاث فقط بل بالعشر]، ولكني لا أقصد الطلاق ولم أنطق بكلمة الطلاق أبداً، فهل يقع الطلاق؟"

وأجاب المفتي: "الطلاق يقع من الرجل مطلقاً سواء كان بطريق القصد والتعمد أم كان ذلك بطريق الهزل والمزاح لقوله صلى الله عليه وسلم ثلاثٌ جدّهن جدّ وهزلهنّ جدّ: الطلاق والنكاح والعِتاق. وعليه، فإذا كان يقصد بقوله العشرة الطلاق ويغلب على الظن أنه يقصده وقع طلاقاً، وإن كان قصده أن يبصُمَ بالعشرة كما يقولون وليس في قصده الطلاق مطلقاً فلا يظهر لي وقوع طلاقٍ بما ذكر!"(2)

أهذا دين...؟ كلمةُ مِزاح واحدة كفيلة بنقض الزواج وتدمير أسرة؟!

هل تقبلين على نفسك يا سيدتي أن تنتمي إلى دين ينظر إلى زواجك هذه النظرة الهازلة ويعلّق مصيرك ومصير أولادك على كلمة مزاح؟

أمن العدلِ أن يشرّعَ الله طلاقك لأي سببٍ يراه الرجل يصب في صالحه حتى ولو كان كبركِ في السنّ؟ أية رحمةٍ يدّعي المنافقون المدافعون عن هذا الدين بأنّه يعلّمها إذا كان لا يرى خطأ في طلاق الرجلِ لزوجته لكبرِ سنها؟

عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: "وإنِ امرأةً خافت من بعلها نشوزاً أو اعتراضاً قالت هو الرجلُ يرى من امرأته ما لايعجبه، كِبراً أو غيرَهُ، فيريد فراقها فتقول أمسكني، واقسِم لي ما شئتَ. قالت فلا بأسَ إذا تراضيا"(3).

سيدتي، أنا لا أبالغ باستخدامي لعباراتٍ مثل "مالكك" أو "مولاكِ" أو "صفقة بيع وشراء" وما شابه ذلك. إليكِ ما تقوله كتبكِ التي يُفتَرضُ أنك تؤمنين بها:

"النكاح نوع رق فهي (أي المرأة) رقيقة له (للزوج) فعليها طاعة الزوج مُطلقاً في كل ما طَلَبَ منها في نفسها مما لا معصية فيه وقد ورد في تعظيم حق الزوج عليها أخبار كثيرة: قال محمد: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة". وكان رجل قد خرج إلى سفرٍ وعهدَ إلى امرأته ألا تنزل من العلو إلى الأسفلِ وكان أبوها في الأسفل فمرض فأرسلت المرأة إلى النبي تستأذن في النزول إلى أبيها فقال النبي: "أطيعي زوجك. فمات فاستأمرته فقال: أطيعي زوجك. فدُفن أبوها فأرسل النبيّ إليها يخبرها أن الله قد غفر لأبيها بطاعتها لزوجها"، وقال النبيّ: "إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها""(4).

إذاً، الزواج نوعٌ من الرق في الإسلام، وهذا يعني أنك في شريعة هذا الدين لستِ سوى أمَةٍ مشتراةٍ بمبلغٍ من المال، أو بثوبٍ، أو ربما بصفقةٍ تجاريةٍ مربحةٍ بين أبيك وشاريكِ.

**********

سيدتي، ليس أمراً مستغرباً أن أراكِ تقفين مدافعة عن الإسلام، متفاخرة بأنّه كرّمك بما أعطاك من حقوق وما أملاه عليك من واجبات.

دفاعُ المظلوم عن ظالمه أمرٌ طبيعي حين يصل إلى قناعة كاملة بأنّ لا خلاص له إطلاقاً من هذا الظالم. إضافة إلى ذلك، فأنتِ قد خضعتِ لعملية ترويضٍ توارثتِ نتائجها أُمّاً عن جدّةٍ. عمليةٌ بدأت منذ أربعةَ عشرَ قرناً ولا زالت مستمرة حتى الآن. لكنَّ ما يبعث على الحزن هو أنّك تمررين هذه العملية لبناتك وأجيالك المستقبلة.  

دفاع الظالم عن المظلوم يمكن أن يكون أيضاً بسبب الجهل، لكنّ الجهل لا يجب أن يكون عذراً في عالم اليوم. ربما كنتِ بالأمس سجينة بيتك ومجتمعكِ؛ أما اليوم، فلم يعد هناك من جدار يقف بينك وبين المعرفة. سلطات الظلام، سواء كانت متمثلة بالدولة أو بأبيك أو أخيك أو زوجك أو عمك أو ابن عمك، لم تعد كلها قادرة ـ مهما ابتكرت من أساليب ـ على عزلك عن العالم.

الإسلام لم يُعطِكِ يا سيدتي حقوقاً من أيّ نوع، إنما على العكسِ تماماً، قد حرمك من أبسط الحقوق وزاد على ذلك بأن أنزلك إلى مرتبة دون مرتبة الإنسان.

أهو تكريمٌ للمرأة أن يجعل الإسلام شهادة امرأتين معادلة لشهادة رجلٍ واحد؟ 

أدعوك هنا للتأمّل في السبب الذي وضعه محمد لهذا المنطق الأعوج: السبب هو أنّك ناقصة عقل ودين...!

أهو تكريمٌ لكِ أن يعطي الإسلامُ الرجلَ الحق بضربك، حتى ولو كان "ضرباً غير مبرحٍ" كما يقول المفسرون؟!

يا سيدتي، في عالم المتحضرين أصبح ضرب الحيوانات يستحق العقاب!

هنا أيضاً، أدعوك للتأمّل في السبب الذي يضعه محمد لضربك: إنه الخوف من النشوز...! وإليك ما يقوله تفسير الجلالين في جواز ضربك:

"الرِّجَال قَوَّامُونَ" مُسَلَّطُونَ "عَلَى النِّسَاء" يُؤَدِّبُونَهُنَّ وَيَأْخُذُونَ عَلَى أَيْدِيهنَّ "بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضهمْ عَلَى بَعْض" أَيْ بِتَفْضِيلِهِ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ بِالْعِلْمِ وَالْعَقْل والولاية وَغَيْر ذَلِكَ "وَبِمَا أَنْفَقُوا" عَلَيْهِنَّ "مِنْ أَمْوَالهمْ فَالصَّالِحَات" مِنْهُنَّ "قَانِتَات" مُطِيعَات لأزواجهنّ "حَافِظَات لِلْغَيْبِ" أَيْ لِفُرُوجِهِنَّ وَغَيْرهَا فِي غَيْبَة أَزْوَاجهنَّ "بِمَا حَفِظَ" لَهُنَّ "الله" حَيْثُ أَوْصَى عَلَيْهِنَّ الأزواج "واللاتي تَخَافُونَ نُشُوزهنَّ" عِصْيَانهنَّ لَكُمْ بِأَنْ ظَهَرَتْ أَمَارَته "فَعِظُوهُنَّ" فَخَوِّفُوهُنَّ الله "وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع" اعْتَزِلُوا إلَى فِرَاش آخَر إنْ أَظْهَرْنَ النُّشُوز "وَاضْرِبُوهُنَّ" ضَرْبًا غَيْر مُبْرِّح إنْ لَمْ يَرْجِعْنَ بِالْهِجْرَانِ "فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ" فِيمَا يُرَاد مِنْهُنَّ "فلا تَبْغُوا" تَطْلُبُوا "عَلَيْهِنَّ سبيلاً" طَرِيقًا إلَى ضَرْبهنَّ ظُلْمًا "إنَّ الله كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" فَاحْذَرُوهُ أَنْ يُعَاقِبكُمْ إنْ ظَلَمْتُمُوهُنَّ"

تأمّلي معي:

لقد جعل "الله" الرجلَ قوّاماً عليك أي مسلّطاً عليك. وهذه السلطة ليست سلطة روحية باعتباره رأساً لعائلة أو أيّ شيء من هذا القبيل، إنما سلطة حاكمٍ على محكومٍ وسلطة صاحبِ عقلٍ على من هو أنقص عقلاً؛ لا بل إنها سلطة مالكٍ على مملوك تمّ شراؤه بعقد استملاك كما أريتُك من قبل. وانطلاقاً من ذلك، ولأن الله فضّل الرجلَ عليك بالعلم والعقل والولاية وبالإنفاق، فقد أعطاه حق تأديبك وضربك، ليس في حال عصيانك لأوامره فقط، إنما ـ فكّري أرجوك ـ لمجرد الخوف من هذا العصيان.

أتعرفين ماذا يعني بـ "العصيان"؟

كل شيء يخالف رغبات مالككِ أو شهواته يعتبر عصياناً.

رفضُك الاستجابة له حين يدعوك إلى فراشه يعتبر نشوزاً، أي عصياناً، حتى لو كنتِ تمرّين في فترة من الفترات التي تمر بها كل أنثى حيث لا تشعر خلالها برغبةٍ في جماع.

قال محمد: "إن من حق الزوج على الزوجة إذا أرادها فراودها عن نفسها وهي على ظهر بعير لا تمنعه. ومن حقه أن لا تعطي شيئاً من بيته إلا بإذنه وإن فعلت ذلك كان وزراً عليها والأجر له. ومن حقه أن لا تصوم تطوعاً إلا بإذنه وإن فعلت جاعت وعطشت ولم يُتقبّل منها. وإن خرجت من بيتها بغير إذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع إلى بيته أو تتوب"(5).

بعبارةٍ أخرى: إذا كنت راكبة على حمار أو مشغولة مع الأطفال أو متوعكة، فإن عليك أن لا ترفضي لسيدك طلباً، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالجنس. تأملي في ما يقوله الحديث أيضاً: إذا تكرّمتِ على أحدٍ بشيء دون أن تستأذني سيدك فإن عمل الإحسان هذا سيصبح وزراً عليك أمام الله بينما سيحصل سيدك على الأجر عوضاً عنك...! وتصوّري أنك إذا قررت أن تصومي تطوّعاً فإن جوعك وعطشك لن يشفع لك عند الله لأنك فعلتِ ذلك دون إذنٍ من سيدك. أما إذا خرجت من بيته دون إذن، فإن لعنات الملائكة سوف تلاحقك حتى تعودي أو تتوبي. فالبيت هو مكانك الذي عليك أن تلزميه ولا تخرجي منه إلا بإذن مالكك وبرفقته أو برفقة من يوكّله بالنيابة عنه. في الواقع، ليس البيت فقط هو مكانك الذي يجب عليك أن تلزميه إنما قعره...!  قال محمد: "خَيْرُ مَسَاجِدِ النِّسَاءِ قَعْرُ بُيُوتِهِنَّ‏‏"(6). ذلك لأنّك عورة إذا خرجتِ من بيتك سيستشرفك الشيطان: "المرأة عورة وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان وإنها لا تكون الى وجه الله أقرب منها في قعر بيتها"(7).

خروجك من البيت لوحدك، حتى لو كان للتنزه أو للرياضة، أو للتأمّل في حياتك التعيسة بعيداً عن ضغط البيت، يُعتبر عصياناً. أينما ذهبتِ يجب أن يكون معك من يشرف على خطواتك إذْ لا ثقة فيك على الإطلاق.

في الواقع أنتِ لستِ عورةً واحدة بل عشر عورات: إذا تزوجتِ، ستر زوجك عورةً واحدةً من العشر، أما التسع الباقيات فلا يسترهنّ إلاّ قبرك. قال محمد: "إن للمرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة فإذا ماتت ستر القبر العشر عورات"(8).

تعالي نستعرض بعض الصور الناطقة عن مكانتك في هذا الدين الذي برمجوك على التفاخر به. 

يعلّم الإسلام أنّ السجود لله وحده، لكن، حين يتعلق الأمر بالمرأة فإن هناك من يداني الله في مرتبته وهو سيدها الرجل.  هاكِ ما قاله محمد:

ـ "لو أمرتُ أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها!"(9)

ـ "من حق الزوج على الزوجة أن لو سال منخراه دماً وقيحاً وصديداً فلحسته بلسانها ما أدّت حقه!"(10)

ـ لو أمرتُ أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها ولو أنّ رجلاً أمرَ امرأةً أن تَنقُلَ من جبلٍ أحمرَ إلى جبلٍ أسودَ ومن جبلٍ أسودَ إلى جبلٍ أحمرَ لكانَ نولُها أن تفعل.(11)

ـ "يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكنَّ عليكنَّ لجعلَتِ المرأة منكنَّ تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها.(12)

بربّك يا سيدتي، هل لك أن تقولي لي ما هو "عِظَمُ حقِّه عليك"...؟ ألأنّه ينفق عليك؟.. لو أنّ الإسلام احترمك وعلّم على الثقة بك وسمح لك أن تنافسي الرجل في معترك الحياة، لكان بإمكانك أيضاً أن تشاركي معه في الإنفاق على الأسرة وربما عليه أيضاً. أليس هذا أمراً واقعاً اليوم في كثير من الأسر التي تقوم المرأة بالإنفاق على الرجل وعلى الأولاد أكثر من الرجل أو حتى بمعزل عنه...؟ لماذا لا تصبح هي القوامة على الرجل حين تصبح هي المنفقة عليه وعلى الأولاد؟

هل هناك من أعمال يقوم بها الرجل يصعب عليكِ القيام بها؟ إذا كان هناك حقاً من أعمال قليلة تجد المرأة صعوبة في القيام بها فإن السبب في ذلك يعود إما إلى الفوارق الجسدية بينها وبين الرجل، أو إلى المتحجّرين في مجتمعها الذين يعتقدون أنّ نقصان عقلها يحول بينها وبين ذلك.

من ناحية أخرى، هل الإنفاقُ المادي هو الذي يجعل من شخصٍ أفضل من شخصٍ آخر إلى درجة يستحق معها السجود له؟

في الواقع، أنتِ كأمّ وكزوجة، لك من الأفضال على الأسرة ما يضاهي تعب الرجل طيلة عمره في إنفاقه عليها. إنّ آلام الحملِ طوال تسعة أشهرٍ وحدها، تليها أوجاع المخاض والولادة، كافية بحد ذاتها لترجيح أفضلية السجود لك، هذا إذا افترضنا أنّ لأي إنسان حقّاً على آخر يستوجب السجود من أجله له...! ناهيكِ بالطبعِ عن السنوات الطويلة من الخدمة التي تمتد حتى إلى جيل الأحفاد: من إرضاع، وغسلِ حفاضات، وطبخٍ، وسهر ليالٍ...

************

سيدتي: إني أخاطب عقلك الذي أؤمن بكماله على النقيض مما علّمه مدّعي النبوّة محمد.  أخاطب أيضاً ضميرك إذْ عليك تقع مسؤولية الأجيال القادمة التي تخرج منك. أخاطب قلبك لأنك أمٌّ وليس هناك من أمّ تتمنى أن تمرر الظلم الذي لحقها كأنثى لبناتها. 

عليكِ أنتِ تقع مسؤولية التحضير للثورة على نظام الإسلام الفاسد الظالم، لأنك أنتِ أعظمُ المتضررين بشرائعه وتعاليمه. ثورات الشعوب ضد الأنظمة الفاسدة الظالمة، قامت كلها على أكتاف المظلومين والمحرومين ولم تقم على أكتاف المنتفعين منها. لذلك فأنت المؤهّلة والمسؤولة لقيادة هذه الثورة، والإسلام نظام لا يختلف عن أي نظامٍ آخرَ فاسدٍ وظالمٍ يتوجّب الانقلاب عليه والخلاص منه.

 

أيّ أمّ هي تلك التي ترضى أن تورّث ابنتها ما ورثته هي من ظلم وذل!

هل تريدين لابنتك أن تبقى خاضعة لمفاهيم بالية وسخيفة حوّلها بدوي في القرن السابع إلى قراراتٍ إلهية لا يجوز المساس بها؟

تعالي نستعرض معاً مستقبل طفلتك الصغيرة هذه التي تضمينها اليومَ إلى صدرك، والتي لا شكّ على الإطلاق في أنّك مستعدة للتضحية بنفسك لتأمين السعادة لها ولإنقاذها من أي خطر يواجهها. تعالي وتأمّلي بهذه الحياة التعيسة التي سوف تواجهها إن لم تحرّكي ساكناً لتهيئتها على الرفض.     

هل تريدين لها تكبر وهي تصدّق بأنها ناقصة عقلٍ كما أوهمك الإسلام على مدى أربعة عشر قرناً؟

يقول الحديث إنَّ محمداً مرّ على النساء فقال لهنّ: ‏"‏يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَاِنِّي اُرِيتُكُنَّ اَكْثَرَ اَهْلِ النَّارِ‏"‏‏.‏ فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ الله قَالَ ‏" تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رأيتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ اَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ اِحْدَاكُنَّ‏"‏‏.‏ قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ الله قَالَ ‏"‏اَلَيْسَ شَهَادَةُ المرأةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ‏"‏‏.‏ قُلْنَ بَلَى‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، اَلَيْسَ اِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ‏"‏‏.‏ قُلْنَ بَلَى‏.‏ قَالَ ‏" فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا"(13).

يقول القرآن: "واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجلٌ وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضلَّ إحداهما فتذكّـر إحداهما الأخرى..."(14)!

وجاء في تفسير ابن كثير ما يلي:

"وَقَوْله ‘وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ’ أَمْر بالإشهاد مَعَ الْكِتَابَة لِزِيَادَةِ التَّوْثِقَة ‘فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُل وَامْرَأَتَانِ’ وَهَذَا إِنَّمَا يَكُون فِي الأموالِ وَمَا يَقْصِد بِهِ الْمَال وَإِنَّمَا أُقِيمَتْ الْمَرْأَتَانِ مَقَام الرَّجُل لِنُقْصَانِ عَقْل الْمَرْأَة كَمَا قَالَ مُسْلِم فِي صَحِيحه..."

تصوّري ماذا ستكون ردّة فعلِ امرأةٍ في بلاد العالم المتحضر لو قال لها قاضٍ في محكمة إنّ عليها أن تأتي مع امرأةٍ أخرى تتفق معها تماماً فيما رأت أو سمعت كي تُعتبر شهادتُها كاملةً ومقبولة!

لا بل تصوّري لو كنتِ أنت نفسك تعيشين في بلدٍ غربي وشهدت حادثةَ قتلٍ أو دهسٍ فطلب منك رجل البوليس أن تحضري إلى المحكمة للإدلاء بشهادتك. هل ستعتذرين للقاضي بقولك إنك لا تريدين أن تظلمي أحداً بالإدلاء بشهادة ناقصة لأنّ ذلك يخالف تعاليمَ دينك، أم أنك ستُدلين بشهادتك وأنت تشعرين بالذنب لأنك خالفتِ ما يقوله الله ورسوله عنك...؟ 

هل تريدين لابنتك أن تكبر وأن تصدّق عندما تتزوج بأنّ "من حق زوجها عليها أن لو سال منخراه دماً وقيحاً وصديداً فلحسته بلسانها ما أدّت حقه"...؟

هل تساءلتِ يوماً ما عن المنطق وراء هذا الحقّ الذي يملكه الرجل على المرأة...؟ ماذا يفعل الرجل حتى يستحق هذا التعظيم الذي يكاد أن يصل إلى حدّ التأليه؟

عِظمُ هذا الحقّ يا سيدتي ليس مصدره كون الرجل أفضل منك بأيّ شيء من الأشياء إنما ينبع من عقلية قديمة عانت منها المرأة في كل مكان على مدى التاريخ، لكنّ محمداً حوّلها إلى شرائع إلهية لأنها تخدم النزعة الشوفينية التي كان يتصف بها. لقد كان ذلك أمراً ضرورياً جداً بالنسبة له كي يستطيع أن يتحكم ببيتٍ فيه من النساء والإماء ما يزيد عن عدد أصابع يديه ورجليه معاً. كذلك كان أمراً ضرورياً جداً كي يستطيع أتباعه من بعده السيطرة على أربع نساء في بيت واحد. 

هذه النزعة الشوفينية لا تجدينها في حديث واحد فقط من الأحاديث التي تسمى زوراً شريفة، أو في آية واحدة من آيات القرآن التي تسمى ظلماً كريمة، إنما تجدينها المحور الرئيس الذي تدور حوله تعاليم الإسلام. هذا بالطبع، إلى جانب الآيات والأحاديث التي تحرّض على القتال والكراهية.

حتى سيرة هذا النبيّ تدور كلها حول نسائياته وغزواته.

قال محمد: "يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكنَّ عليكنَّ لجعلَتِ المرأة منكنَّ تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها"(15).

يا لِعظَم مرتبة الرجل في الإسلام ويا لوضاعة منزلتك. أنا أعجز عن تصوّر أمّي وهي تسجد لأبي وتلحس الدم والقيح والصديد الذي يسيل من منخريه، وتمسح الغبار بخد وجهها عن قدميه. أعجز عن تصور زوجتي تسجد لي وتلحس الدم والصدي والقيح الذي يسيل من منخريّ وتمسح الغبار بخدّ وجهها عن قدميّ. يا لهول هذه الصورة...!

الحقّ أقول لك يا سيدتي: أنا لو سجدتُ لأمي وقبّلتُ قدميها صباح مساء لما أوفيتها حقها...! ولو سجدتُ لأختي التي تقوم اليوم على خدمة أمّي وقبّلتُ قدميها أيضاً لما أوفيتها هي الأخرى حقها.   

هذا الدين لا يرى فيك إلا لعبةً كما قال عمر بن الخطاب لزوجته حين جاءت إليه تستفسر منه عن بعض مجريات الأمور:

"يا عدوة الله، وفيما أنتِ وهذا، ومتى كنتِ تدخلين بيني وبين المسلمين. إنما أنتِ لعبة يُلعَبُ بكِ ثمَّ تُتْرَكين..."(16)

وعن أبي هريرة، قال: "قيل لمحمد أيّ النساءِ خيرٌ قال: التي تُسِرّه إذا نظرَ وتُطيعُهُ إذا أمرَ ولا تُخالفه في نفسها ومالِها بما يَكْرَه"(17).

أهذا كل ما فيك من خير...؟ أن تسرّيه إذا نظر إليك، وتطيعيه إذا أمرك، ولا تخالفيه في نفسكِ إذا طلب منك إرضاء شهوته في أية لحظة من لحظات يومك... وأن لا تبخلي عليه بأيّ شيء تملكينه...؟

ألا فالحقّ أقول لك مرة أخرى: أنا لو أكرمتُ زوجتي صباحاً مساءً بكل ما يسعدها، لما أوفيتها أيضاً حقها ولما كفّرتُ عن نهرةٍ نهرتها. فهي أم أولادي ورفيقة رحلتي على طريق الحياة لا أستبدلها بذهب العالم كله. 

هل تعلمين يا سيدتي أنك تفسدين صلاة الرجل إذا مررت أمامه وهو يصلي...؟

ربما تقولين لي إنّ الله قرر ذلك لأن مرور المرأة أمام المصلي يشغله عن الصلاة ويذهب بفكره إلى ما لا يجوز له أن يفكر به وهو يصلي...!

حسناً!  سأقبل بهذه النظرية على سخفها. لكن تأملي فيما يقوله الحديث:

قال محمد: "إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مِثلُ آخرةِ الرحلِ فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمارُ والمرأة والكلب الأسودُ"(18).

ما شأن الحمار والكلب الأسود معك؟  ما هو هذا الأمر المشترك بينك وبين الكلب الأسود والحمار؟

تصوري لو قال لك أحدٌ: ليس هناك ما يعكّر صفائي أكثر من مرورك أو مرور حمارٍ بقربي...! ماذا سيكون ردّك عليه؟

سيدتي: تأمّلي في عذاب الآخرة الذي أعدّه لك إلهُ مدّعي النبوّة هذا إن لم تقضِ عمرك في هذا العالم وأنت تسهرين على راحة سيدك وعلى إسعاده. إليك هذه الرؤية النبوية كما يرويها علي بن أبي طالب ابن عم محمد وزوج ابنته فاطمة. قال:

 

"دخلتُ على النبي أنا وفاطمة ووجدناه يبكي بكاء شديداً، فقلتُ له: فداك أبي وأمي يا رسول الله، ما الذي أبكاك؟ قال: يا علي ليلة أسرى بي (الملاك) إلى السماء رأيت نساء من أمتي يُعذَّبنَ بأنواع العذاب، فبكيت لما رأيتُ من شدة عذابهنَّ، ورأيتُ امرأة معلَّقةً بشعرها يغلي دماغها، ورأيت امرأة معلقةً بلسانها والحميم يصب في حلقها، ورأيتُ امرأة قد شُدَّت رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها، ورأيتُ امرأةً معلقةً بثدييها، ورأيتُ امرأةً رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار عليها ألف ألف لون من العذاب، ورأيتُ امرأة على صورة الكلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها والملائكة يضربون رأسها بمقامع من نار. فقالت فاطمة:  يا حبيبي وقرَّة عيني ما كان أعمال هؤلاء حتى وُضعَ عليهنَّ العذاب؟ قال محمد: يا بنية، أما المعلَّقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، وأما التي كانت معلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها، وأما المعلقة بثدييها فإنها كانت تفسد فراش زوجها، وأما التي تشد رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها وقد سُلِّطَ عليها الحيَّات والعقارب فإنها كانت لا تنظف بدنها من الجنابة والحيض وتستهزئ بالصلاة. وأما التي راسها راس خنزير وبدنها بدن حمار فإنها كانت نمامة كذابة. وأما التي على صورة الكلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها فإنها كانت منانة حسَّادة"(19).

تأمّلي في هذه الصورة التي تفتقت عنها مخيلة محمد عن عذاباتك التي سوف تتلقينها في جهنم كي يرهب بها عقلك. لا شكّ بأنك ترين أن أسباب هذه العذابات كلها هي عدم إرضائك لرجلك. الغاية من هذه الرؤية الملفقة تطويعك وجعلك تقضين عمرك كله متفانية في إرضائه وإشباع رغباته.

سيدتي: لو أردتُ أن أحدثك عن كل ما في تعاليم هذا الدين من مفاهيم ظالمة ومهينة بحقك لاحتجت إلى آلاف الصفحات والساعات. ما عليك إلا أن تقرأي وتقرأي، لكن بعقل مفتوح وجريء. لا تسمحي للخوف الذي زرعه هذا الدجال في قلبك أن يسيطر على عقلك. 

قولي لي أرجوكِ: بين أتباعِ أيِّ دين من الأديان غير الإسلامِ، تجدين أمّاً تزلغط وهي ترى ابنها يلفّ حول جسده المتفجرات، ليذهبَ فيقتل نفسه بين رواد المطاعم أو السينما أو طلاب المدارس الأبرياء.

بين أتباع أي دين تجدين أمّاً تلف جسدها هي بالمتفجرات وتترك أولادها وراءها ثم تذهب لتفجر نفسها في فندق أو موقف باص أو مقهى...؟

عندما يفعل الرجل المسلم ذلك ربما نقول أنه ولصغر عقله قد صدق بما وعده محمد من حوريات في الحياة الآخرة وبعذارى كلما أتاهنّ وجدهنّ عذارى ولا وجع ("إنَّا أنشأناهنَّ إنشاء فجعلناهنَّ أبكارا"(20) أي، وبحسب تفسير الجلالين، عذارى كلما أتاهنَّ أزواجهنَّ عادوا إليهنّ فوجدوهنَّ عذارى ولا وجع).

أما أنتِ فما هي المكافأة التي تطمحين إليها...؟ حتى لو قتلتِ نفسك أو قمتِ بأي شيء آخر خدمة لهذا الدين فإنّ ذلك لن يشفع لك عند الله إذا نهرت زوجك نهرة واحدة، أو إذا رفضتِ الاستجابة لدعوته إلى الفراش!

حياتك على هذه الأرض ونعيمك في الحياة الأخرى كلاهما مرتبطان بما تبذلين لإسعاد رجلك!

*************

أدعوك يا سيدتي للثورة على هذه المفاهيم، وتذكري أنك وحدك بين نساء العالم التي تخشى عقاب القتل إن ثارت من أجل حقوقها. عليكِ أن لا تورّثي هذا الخوف لابنتك لأنّ لعناتها ستكون أعظم ثقلاً عليك من اللعنات التي أوهمك محمد بأنك ستنالينها إن رفضت أوامرَ رجلك. 

أرجوك، لا تقولي لي: ألا ترى أن بيننا المحاميات والطبيبات والعاملات والممرضات والموظفات الكبيرات والنائبات والوزيرات وغير ذلك من الوظائف...؟

يا سيدتي: مهما تبوأت من مناصب فإنك تبقين تحت هذه الشريعة، لا بل ثقي بأن هناك من لا يرضى لك بهذه الأعمال والمناصب، وهم يخططون ويسعون إلى إعادة حكم الشريعة. ولسوف ينجحون إن لم تفعلي ما يتوجب عليك فعله.

تذكّري: طالما بقيت على دين الإسلام فأنت تحت حكم شريعته بغض النظر عن المنصب الذي تتبوأينه أو الوظيفة التي تشغلينها. قبولك بهذا الواقع هو قبول بالجزء وإن لم تحصلي على الكلّ فسوف ترواحين في مكانك إلى الأبد. 

ثورتك تبدأ بتربية ابنتك وتنشئتها على رفض تلك المفاهيم الكريهة، وهذا هو في الحقيقة "أضعف الإيمان" بقضيتك!

لا تخافي من التهديد، فعينُ العالم أصبحت تراقب وضعك، والعالم كله أصبح يقف معك في محنتك. ولا تخافي من القتل، أفليس الموت من أجل قضيتك وأجيالك القادمة أفضل من الانتحار بين الأبرياء خدمة لهذا الدين الشوفيني الظالم؟

أخيراً وليس آخراً ـ إذ أنّ لي لقاءاتٍ أخرى معكِ ـ اسمحي لي أن أختم هذه الرسالة بأن أذكّرك:

قولي لمن يصفك بنقصان العقل، إنّ قوله هذا هو الدليل الساطع على نقصان عقله.

إنّ من يرى كمال العقل في القرضاويّ، أو الطنطاويّ، أو ابن تيمية، أو في الفقيه العالِمِ الذي أفتى بإرضاع زميل العمل والتبرك بشرب بول الرسول... ليس صاحب عقل ناقص إنما بلا عقل على الإطلاق.

=================== 

1 ـ صحيح البخاري

2 ـ جريدة "المسلمون" السعودية، نوفمبر 96 عدد 616

3 ـ صحيح البخاري

4 ـ إحياء علوم الدين للغزالي

5 ـ إحياء علوم الدين للغزالي

6 ـ مسند أحمد

7 ـ صحيح ابن خزيمة، ابن حيّان، والترمذي

8 ـ إحياء علوم الدين للغزالي

9 ـ إحياء علوم الدين للغزالي

10 ـ  البزاز والحاكم والبهيقي، عن أبي هريرة

11 ـ سنن أبن ماجة

12 ـ الترمذي

13 ـ البخاري

14 ـ البقرة 282

15 ـ الترمذي

16 ـ تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة

17 ـ سنن النسائي

18 ـ صحيح مسلم

19 ـ كتاب الكبائر للذهبي

20 ـ سورة الواقعة 35 ـ 36

============================

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط