بسام درويش / Feb 17, 2007

حسنٌ جداً أن نلمس تزايد الوعي بخطر الإسلام على حضارة العالم وأمنه ومستقبله. وحسنٌ جداً أن يتطوّع كل منا لإطلاع الآخرين على ما يعرفه أو يتعلمه.

ما نقوم به من تعرية لهذ الايديولوجية الخطرة هو بالتأكيد مساهمة عظيمة في الحرب ضد الإرهاب.

لكن السؤال هو: هل يكفي ما نقوم به، وهل بإمكاننا القيام بأكثر من ذلك؟

نعم!.. وبكل تأكيد!

هناك الكثير مما يمكننا القيام به عملياً، وليس نظريا فقط.

*******

المسلمون يتواجدون حولنا في كل مكان: حيث نعمل. حيث نتناول وجبة طعام في مطعم. في حافلة ركاب عامة. في قاعة سينما حيث نذهب لمشاهدة فيلم. في مقهى. قرب مبنى حكومي. في الجامعة والمدرسة. في متجر. في شقة مجاورة لنا حيث نسكن. في غرفة هاتف عمومي على رصيف شارع.. ..

أينما كنا في تلك الأماكن أو غيرها، يمكننا أن نساهم في مكافحة الإرهاب. كل ما علينا هو أن نفتح عيوننا ونشنّف آذاننا.

********

هل كل مسلم من حولنا إرهابي؟.. ليس من العدل إطلاقاً أن نقول ذلك.

لكن هل هناك احتمالٌ في أن يكون إرهابياً؟.. نعم، الاحتمال وارد؟

من هم الإرهابيون الذي فجّروا المرآب تحت برج التجارة العالمي سنة 1993 ؟

من هم الإرهابيون الذي دمروا برجي التجارة في سبتمبر سنة 2001 ؟

من هو الإرهابي الذي قتل المخرج الهولندي فان غوه

من هم الإرهابيون الذين يهددون بقتل عضو البرلمان الهولندي الذي تجرأ على وصف القرآن على حقيقته؟

من هم الإرهابيون الذين اختطفوا عشرات الطائرات وفجروا بعضها أو قتلوا بعض ركابها؟

من هم الإرهابيون الذي فجروا محطة القطارات في مدريد ولندن؟

من هم الذين يختطفون الصحفيين والطلاب ورجال الأعمال ويقطعون رؤوسهم أمام عدسات كاميراتهم؟

من هم الذين خرجوا إلى الشوارع في لندن وغيرها من المدن الأوربية يحملون اللافتات معلنين على الملأ بأنهم سيقتلون ويحرقون كل من يسيء إلى نبيهم؟

هناك إرهابيون كثيرون ينتمون إلى جنسيات مختلفة وعقائد مختلفة. هؤلاء خطر على الأمن وعلى المجتمع بكل تأكيد. لكن من هم الإرهابيون الذين يشكلون خطرا على الحضارة كلها وعلى مستقبل أجيالنا القادمة؟

من هم الإرهابيون الذين يعلنون على الملأ أنهم يقومون بما يقومون به عملاً بأوامر الله ونبيهم؟

 

كيف لا يمكن أن تنظر إلى كلّ مسلم كإرهابي محتمل، ما دام يحمل في جيبه قرآناً أو يعلق رمزاً له حول رقبته؟

ما عليك إلا أن تسأله إذا كان يؤمن بما في هذا القرآن، فإذا كان الرد إيجاباً فلماذا لا تعتقد أنه يمكن أن يكون إرهابياً؟

هذا القرآن يعلمه أن من واجبه قتالك حتى ترضخ له. فكيف لا يكون إرهابياً إذا قال إنه يؤمن بذلك؟

هذا القرآن يعلمه بكل صراحة أن لا يأمن لك، فكيف يمكنك أن تأمن له وأنت على علمٍ بما يعلمه إياه كتابه؟

 

إن علينا واجباً تجاه "المستقبل"، إذْ في "المستقبل" سيحيا أولادنا. وهذا المستقبل يهدده الإرهاب الإسلامي.

توفير المال لأولادنا كي يستطيعوا الالتحاق بالجامعات في المستقبل ليس أمرا مهماً بمقدار العمل على توفير مستقبل آمن لهم. مستقبلٌ، لا ينامون ويستيقظون في كل يوم من أيامه، وهم يتوقعون عملاً إرهابياً إسلامياً.

 

إن كنا نؤمن حقاً بأنه من الواجب علينا أن نعمل على توفير مستقبل أفضل لأولادنا وأولاد أولادنا، فإن "اقلّ الإيمان" أن نكون كلنا عيوناً وآذاناً يقظة، وأن نقوم بتبليغ أولي الأمر بما نسمع ونرى، "والسلام على من بلّغ!!"

===============

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط