بسام درويش / May 05, 2006

صدر اليوم الحكم على زكريا موساوي بالسجن مدى الحياة، وأنا أرى أنّ المحاكمة لم تكن كاملة وبالتالي فإنها ليست عادلة.

قَولي هذا لا يعني إطلاقاً بأنني أعارض الحكم الذي صدر بحقه، لا بل في الحقيقة، تمنيتُ أن يكون حكماً بالموت وليس السجن، حيث أنني أكرهُ أن يُصرَفَ فلسٌ من الضرائب التي أدفعها على إطعامه لحماً "حلالاً" أو ثمناً لحبة أسبرين علاجاً لصداعٍ يلمّ به.

 

المحاكمة برأيي لم تكن كاملة ولا عادلة لأن أحداً لم يتطرّق أبداً إلى الحديث عن دوافع الجريمة أو المحرّض الحقيقي على ارتكاب الجريمة.

 

ليس هناك من مجرم يمثل أمام القضاء، إلا ويسلّط موكلوا الدفاع أو الادّعاء العام الضوء على دوافع جريمته أو على الطرف المحرّض على ارتكابها.  الدفاع يحاول تبرير الجريمة بإلقاء تبعتها على المحرّض لتخفيف الحكم عن المجرم، والادّعاء يسعى وراء المحرِّض كي يلقي به مع المجرم في السجن أو يحكم عليهما معاً بالموت.

 

شيء من هذا القبيل لم يحدث في هذه المحاكمة، على الرغم من عدم جهل الدفاع والادّعاء معاً بالمحرّض وباسمه وعنوانه. أما السبب بكل بساطة فهو: ضرورة المصلحة!

 

الالتزام بسياسة ضرورة المصلحة سيستمر في خلق ألف موساوي وبن لادن وزرقاوي كل لحظة. ماذا نستفيد من سجن هؤلاء أو إعدامهم إذا كان المحرّض والمجرم الحقيقي لا زال طليقاً، لا بل على الأقل دون أن يُستَدعى لاستجوابه؟

 

لنفكّر: إننا نسعى للإمساك بابن لادن لأنه الرأس المدبّر للقاعدة. بعبارة أخرى لأنّه المحرّض. ونعتقد جازمين أننا سنضرب الإرهاب ضربة مؤلمة إذا ما توصلنا إلى الإمساك به ومحاكمته. لكن ماذا عن ذاك المجرم الذي حرّضه على ارتكاب جريمته وحرّض الزرقاوي والظواهيري والملا عمر والخميني وأحمدي نجاد والشيخ عبد الرحمن وغيرهم، والذي سوف يحرّض اليوم وسيستمر غداً على تحريض وخلق مئات الألوف من هؤلاء الإرهابيين الحاقدين على الإنسانية؟..  

 

كيف نقطع المساعدات عن منظمة إرهابية مثل حماس لأنها لم تتخلّ عن فقرات دستورها التي تنص على إزالة إسرائيل، بينما نغضّ النظر عن منظمة إرهابية اسمها الإسلام، ينص دستورها على إزالة العالم كله من الوجود؟

 

ميتا أو حيا ليس هذا هو المهمّ. المهمّ أن يُجلب المحرّض الحقيقي والأكبر إلى المحكمة ويحاكَم. لقد آن للعالم أن ينبش قبر محمد ويأتي به إلى المحكمة متمثلاً بدستوره الرهيب الإجرامي الذي يعرف باسم القرآن. آن للعالم أن يواجه الحقيقة ويعرف أن حربه على الإرهاب وعلى قوى الشر ستكون حرباً خاسرة طالما بقي المجرم الحقيقي طليقاً حتى في قبره!

==========

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط