بسام درويش / Feb 03, 2006

المسلمون غاضبون لنشر صور محمد..

بنظرهم، لا يجوز لأحدٍ، حتى ولو كان غير مسلمٍ، أن ينشر صورةً لمحمد بأي شكل من الأشكال!

هل هناك في القرآن أو المراجع الإسلامية الأخرى ما ينص على تحريم ذلك؟

الحقيقة إنه ليس هناك، لا في القرآن، ولا في أي مرجعٍ إسلامي آخر، ما ينص على تحريم نشر صورة لمحمد. لكن، هناك بالتأكيد في كتب الأحاديث ما ينص على تحريم الصور بشكل عام.

هاكمُ ما تقوله الأحاديث عن الصور والمصورين:

ـ عن عائشة؛ قالت‏: واعد رسول الله (الملاك) جبريل، في ساعة يأتيه فيها‏.‏ فجاءت تلك الساعة ولم يأته‏.‏ وفي يده عصا فألقاها من يده‏.‏ (بعبارة أخرى: "طلع خلقه" لأن جبريل لم يأتِ حسب الموعد!!) وقال: ما يخلف الله وعده، ولا رسله‏.‏ ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره‏.‏ فقال: ‏يا عائشة‏!‏ متى دخل هذا الكلب ههنا‏؟‏‏‏ فقالت‏:‏ والله‏!‏ ما دريت‏.‏ فأمر به فأخرج‏.‏ فجاء جبريل‏.‏ فقال رسول الله: واعدتني فجلست لك فلم تأت!!‏‏ فقال‏:‏ منعني الكلب الذي كان في بيتك‏.‏ إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة!

ـ عن ميمونة؛ قالت: أن رسول الله أصبح يوما واجما‏.‏ (أي استيقظ معبساً) فقالت ميمونة‏:‏ يا رسول الله‏!‏ لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم‏.‏ قال رسول الله "‏‏إن جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة‏.‏ فلم يلقني‏.‏ أم والله‏!‏ ما أخلفني‏"‏ قال فظل رسول الله يومه ذاك على ذلك‏.‏ ثم وقع في نفسه جرو كلب تحت فسطاط لنا‏.‏ فأمر به فأخرج‏.‏ ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه‏.‏ فلما أمسى لقيه جبريل‏.‏ فقال له ‏قد كنت وعدتني أن تلقاني البارحة‏، قال‏:‏ أجل‏.‏ ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة‏.‏ فأصبح رسول الله، يومئذ، فأمر بقتل الكلاب‏...

ـ عن أبي طلحة الأنصاري‏.‏ قال‏: سمعت رسول الله يقول ‏"‏لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل‏"‏‏.‏

 

ـ عن عائشة‏؛‏ قالت‏:‏ دخل علي رسول الله وأنا متسترة بقرام (أي ستر رقيق) فيه صورة‏.‏ فتلون وجهه‏.‏ ثم تناول الستر فهتكه‏.‏ ثم قال: إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة، الذين يشبهون بخلق الله‏.

 

ـ عن عائشة؛ قالت: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير‏.‏ فلما رآها رسول الله قام على الباب فلم يدخل‏.‏ فعرفت في وجهه الكراهية‏.‏ فقالت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ أتوب إلى الله وإلى رسوله‏.‏ فماذا أذنبت‏؟‏ فقال رسول الله: ‏ما بال هذه النمرقة‏؟‏ فقالت‏:‏ اشتريتها لك‏.‏ تقعد عليها وتوسدها‏.‏ فقال رسول الله: ‏إن أصحاب هذه الصور يعذبون‏.‏ ويقال لهم‏:‏ أحيوا ما خلقتم‏. ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة‏.‏

 

ـ عن عبدالله‏؛‏ قال‏:‏ قال رسول الله: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون.

 

ـ عن سعيد بن أبي الحسن‏؛ قال‏:‏ جاء رجل إلى ابن عباس‏.‏ فقال‏:‏ إني رجل أصور هذه الصور‏.‏ فأفتني فيها‏.‏ فقال له‏:‏ ادن مني‏.‏ فدنا منه‏.‏ ثم قال‏:‏ ادن مني‏.‏ فدنا حتى وضع يده على رأسه‏.‏ قال‏:‏ أنبئك بما سمعت من رسول الله. سمعت رسول الله يقول: كل مصور في النار‏.‏ يجعل له، بكل صورة صورها، نفسا فتعذبه في جهنم‏‏‏.‏

*********  

إذا كانت تعاليم الإسلام تحرّم الصور والتماثيل فماذا إذن عن كل محلات التصوير المنتشرة في البلاد الإسلامية، وماذا عن الصور في الهويّات وجوازات السفر، وماذا عن الصور التي تؤخذ للملوك والرؤساء وشيوخ الأزهر وغيرهم؟ وماذا عن السينما والتلفزيون. لماذا لا يثير ذلك غضب المحمديين؟ لماذا لم نسمع عن أية مظاهرة تطالب بمنع الصور والمصورين؟.. وإذا كانت الملائكة لا تدخل البيوت التي في داخلها صور، فإنها بالتأكيد لن تدخل أيضاً أية مدينة عربية أو إسلامية حيث تنتشر الصور على واجهات المحلات وصفحات الصحف.

وهكذا، وإذ لا يخلو بيت مسلمٍ أو مدينة إسلامية من صورة ـ على الأقل على الهوية أو جواز السفر أو على صفحات الصحف ـ فهذا يعني أن بلاد العرب تخلو من الملائكة، وبالتالي، لا بدّ أن تكون مرتعاً للشياطين على مبدأ "غاب القط العب يا فار"!! 

**********

لكن، هل يتوقف نفاق المسلمين عند الصور والمصورين؟..

ماذا عن كازينوهات القمار في الدول الإسلامية. ماذا عن الخمارات. ماذا عن المطاعم التي تقدم الخمور. ماذا عن مختلف الجرائم التي لا تُطبّق فيها شريعة محمد؟

ألا يُغضبُ ذلك المسلمين؟..

ألم يجد المسلمون ما يثورون عليه إلا موضوع تصوير محمد؟..

آه.. كدنا ننسى!!.. الأمر لا يتعلق بمجرد صورة لمحمد، إنما يتعلق بتصويره كإرهابي.

إذا كان هذا هو الحال، فلماذا لا نرى الشارع الإسلامي يتحرك للمسرحية الحية التي يُعاد عرضها بين الحين والآخر والتي يظهر فيها المسلمون على شاشات التلفزيون وهم يقطعون رؤوس الأبرياء وشعار "لا إله إلا الله فوق رؤوسهم"؟.. هذه المسرحية التي تصوّر محمداً وتعاليمه أفضل تصوير؟! هل هناك صورة لمحمد أكثر إرهاباً من هذه الصورة وهو يقف وراء المجرمين يبارك قطعهم للرؤوس؟.. 

**********

لا يسعنا إلا أن نستغرب عدم وقوف واحد من القادة العرب أو المسلمين ليقول لشعبه "إننا نحصد ما زرعنا"!..

لا بل، إننا نرى كلاً من هؤلاء القادة يزاود في نفاقه على الآخرين.

أمة شعبها على هذا المقدار من الغباء، يحكمها قادة على هذا المقدار من النفاق، يجب أن يُبنى حولها سورٌ وتُعزلَ عن العالم المتحضّر.

إنها أمةٌ نُكَرّمها إن وصفناها بالنفاق أو الغباء، أو حتى بـ "أمة الرعاع" كما وصفها شيخُ الأزهر نفسه بزلّة لسان!!

أمة تثور وتحرق الأعلام والمباني وتعتدي على السفارات وتهدد بالقتل من أجل رسم كاريكاتوري، لا تعبّر إلا عن شيء واحد ـ كما قال وزير الخارجية الفرنسي اليوم ـ وهو أن هذا الرسام محقٌّ تماماً في رسمه!..

***********

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط