بسام درويش / May 28, 2005

تحتفل الولايات المتحدة في نهاية شهر مايو من كل عام بذكرى الشهداء. وكما في كل عيدٍ من الأعياد القومية، أقوم برفع العلم الأمريكي أمام بيتي ثم اقف أمامه لوهلة.

أقف أمامه كما في كل مرة لأحييه بصمتٍ. أنصت إلى رفرفته فأشعر ان قلبي يبادل كل خلجة من خلجاته بخلجات.

هذه المرة، وقد عدتُ الآن لتوي من رفعه، قررتُ أن أبادل خلجاته بحروف وكلمات.

******

أمامك أيها العلم أشعر بفخر ما بعده فخر وامتنانٍ ما بعده امتنان.

لم يرسم نجومك أو يلوّن خطوطك أجدادي، ولم يسفك من أجلك نقطةَ دمٍ واحدُ من أقربائي. ولكنّ ذلك لم يمنعك من استقبالي أحسن استقبال حين لجأت إليك أطلب الأمان والحرية في ظلك!

أقف أمامك بخشوع وامتنان، لأنك أعطيتني قبل أن تأخذ، لا بل كالأم الحنون والأب الرؤوف لم تشترطِ الأخذ، بل أعطيتَ دون قيد أو شرط.

أملك الوحيد كان أن لا أنكر المعروف، وها أنا اليوم أردّ المعروف بحروفٍ وكلمات مؤكداً لك بأنني لن أبخل حتى بالحياة إن طلبتها مني.

أحييك اليوم ايها العلم، وأحيي كل الذين سفكوا دماءهم كي تبقى مرفوعاً!

***************

المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط