المغار بلدة تقع في شمال إسرائيل يسكنها دروز وهم يشكلون 58 بالمائة من سكانها والمسيحيون يشكلون 23 بالمائة والمسلمون 19 بالمائة.
على اثر إشاعة ألفها شاب درزي يبلغ السادسة عشر من العمر، والتي تناقلت عبر الألسن دون تحقيق في الموضوع، مفادها أن شباناً مسيحيين قاموا بنشر صور لفتيات درزيات عبر الانترنيت بعد أن وضعوا صور وجوههن وألصقوا أجساد فتيات عاريات، الأمر الذي أدى إلى تهجّم شبان الدروز على ممتلكات المسيحيين في البلد وأحرقوا منازلهم ودمرّوا سياراتهم وبالتالي جعل المسيحيين يهربون من بلدهم إلى القرى والمدن المجاورة، وبعد التحقيق في الموضوع من قبل شرطة إسرائيل، التي تساهلت مع أعمال الشغب في البداية ـ على شهادة أهل البلد ـ اتضح أن كل ما جاء على لسان الشاب كذب وافتراء.
من الجدير بالذكر أن أبناء الطائفة الدرزية يخدمون في الجيش الإسرائيلي بخلاف الطائفتين المسيحية والإسلامية فنرى أن دولة إسرائيل تتعاطف مع أبناء الطائفة الدرزية أكثر من غيرها، ونرى كثير من الدروز ينخرطون في جهاز الشرطة والوحدات الخاصة. وقد أثيرت قضية هامة في هذه الأحداث وهي تقاعس أفراد الشرطة من الدروز عن تأدية واجبهم تجاه المتهجمين من الدروز، الأمر الذي أثار غضب المسيحيين في البلاد وتم رفع الموضوع إلى الفاتيكان.
تلك الأخبار التي تواردت حول الأحداث غير المقبولة إنسانيا ولا اجتماعيا ولا حضاريا في المغار تنبئ بأزمة.
المسيحيون ككل أقلية دينية أو عرقية أو طائفية تتعرض إلى اضطهاد وملاحقات..
لقد أثار تدخل الفاتيكان جدلا في الأوساط العربية داخل إسرائيل، وأنا هنا لا أفهم السبب! لماذا هذه الازدواجية في قياس الأمور عند العرب؟ أهو شرعي أن تتدخل أوروبا لحل المشاكل المتعلقة بين الفلسطينيين واليهود وليس من الشرعي أن تتدخل مؤسسة دينية ترعى شؤون المسيحيين عامة والكاثوليك خاصة لتساعد أبناءها الكاثوليك كي يعيشوا بأمان؟ تدّخل الفاتيكان أمر شرعي إذا لم تجد الأقلية المسيحية من يحميها من بطش أشخاص جهلة اختاروا العنف لغة وأسلوب، لأنه من غير المعقول أن نرى ما يحدث ونصمت وإلا لاعتبرنا مقصرين بحق قيمة أمان الإنسان.
فأين العدل؟ وأين القانون؟
أم أنهما يطبقان على فئة دون الأخرى؟
المسيحيون في إسرائيل يعانون الأمرين فالدولة تنظر إليهم كعرب مسلمين وتتعامل معهم بحذر وقلة ثقة، والعرب المسلمون ينظرون إليهم كمسيحيين مختلفين عنهم، والان جاء دور الدروز ليعلنوا حربا عليهم.
نحن، واقصد بنحن كل إنسان واعي مهذب، يرفض جملة وتفصيلا، كل ما حدث من اعتداء على أبناء الطائفة المسيحية، تلك الطائفة المسالمة التي تحمل رسالة محبة وسلام من سيد السلام، تلك الطائفة التي هي جزء لا يتجزأ من هذه البلاد، المسيحيون هم أبناء الجليل منذ ظهرت المسيحية قبل ألفي عام. ليس من مصلحة أحد أن يشارك في حرب طائفية، ولنا في لبنان درس وعظة.
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط